بين الخطأ والصواب

TT

* توافق فصائل الدم

* يحتار الكثيرون حول تحديد أي أنواع الدم الأربعة تتوافق مع فصيلة دمهم. ولحسن الحظ فإن أي شخص يمكنه أن يتلقى دما فصيلته من نوع «أو» (O)، وهو النوع الأكثر شيوعا في العالم، لأنه لا يحتوي على المستضد «A» أو «B» على خلايا الدم الحمراء. وخلافا لذلك، فيجب فحص فصائل الدم بعناية فائقة لتجنب العواقب التي قد تكون قاتلة في حالة عدم التوافق.

ومن أهم وظائف الدم في الجسم نقل الأكسجين إلى جميع الخلايا، ومحاربة الالتهابات، ونقل الفضلات من الخلايا، وتنظيم حموضة الدم (pH)، ويمد الخلايا بالمواد الغذائية الأساسية، مثل الغلوكوز والأحماض الأمينية، وينقل الهرمونات، وينظم درجة حرارة الجسم، ويعزز عملية التخثر إذا حدث نزيف، كما أن للدم وظائف «هيدروليكية» تساعد الرجال على الحفاظ على الانتصاب.

لكل شخص فصيلة دم، هي واحدة من الفصائل الأربع («إيه» A، «بي» B، «إيه بي» AB، «أو» O) يرثها من والديه كليهما، مثل لون العينين، ولون الشعر ونعومته أو تجعده. ومع أن الدم يتشابه عند الجميع في مكوناته (مثل خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية والبلازما) فإن له خصائص مهمة تجعله فريدا عند كل شخص من خلال وجود أو غياب اثنين من المستضدات antigens هما (A, B) على سطح خلايا الدم الحمراء، إضافة إلى مستضد ثالث هو عامل «Rh». والمستضدات هي مواد تؤدي إلى إثارة الاستجابة المناعية عند وجود أجسام غريبة في الجسم وتسبب شن هجوم قاتل عليها.

وفصائل الدم الاربع هي:

- الفصيلة A: ثاني فصيلة دم أكثر شيوعا، يكون فيها المستضد A فقط على الخلايا الحمراء، والأجسام المضادة B في البلازما.

- الفصيلة B: نادرة نسبيا، يكون فيها المستضد B فقط على خلايا الدم الحمراء، والأجسام المضادة A في البلازما.

- الفصيلة AB: نادرة جدا (7 في المائة فقط بين الآسيويين، و4 في المائة بين الأميركيين والأفارقة، و4 في المائة بين القوقازيين، و2 في المائة بين اللاتينيين)، ويكون فيها المستضدان A وB على خلايا الدم الحمراء، وغياب كل من الأجسام المضادة A وB في البلازما.

- الفصيلة O: شائعة جدا خاصة بين اللاتينيين، لا يوجد فيها المستضدان A وB، ووجود كل من الأجسام المضادة A وB في البلازما.

ثم يبقى البحث عن عامل «Rh» في الفصيلة، فإذا وجد كانت الفصيلة إيجابية (عند نحو 85 في المائة من الناس)، وإذا غاب كانت الفصيلة سلبية.

إن المستضدات الثلاثة (A, B, Rh) هي التي تحدد فصيلة الدم خاصة عند الحاجة لنقل دم، وتحمي الإنسان من مضاعفات نقل الدم التي تصل أحيانا إلى الوفاة إذا تم إعطاء دم غير متوافق، حيث يتم التعامل مع الخلايا المتبرع بها من قبل جهاز المناعة كما لو كانت جسما غريبا غازيا، فقد يحصل تخثر وتجلط دموي يؤدي إلى صدمة عنيفة وفشل كلوي وتوقف الدورة الدموية والموت.

* تبقع الأسنان وتبييضها

* إن من أكثر ما يواجه طبيب الأسنان في العقد الأخير من الزمن هو الطلبات المتكررة من مراجعي عيادته بهدف تنظيف أسنانهم، معتقدين أن هذه العملية ستغير لون أسنانهم إلى الأبيض اللؤلؤي مهما كانت درجة اللون لأسنانهم، إلا أنهم يصدمون بعد انتهاء عملية التنظيف التي تستهدف أساسا إزالة الجير المترسب على الأسنان.

قد تكون أسنانهم تحمل بقعا معينة لأسباب تعود إلى فترة تكون الأسنان في الصغر كالتلون الفلوري بسبب ارتفاع نسبة عنصر الفلور في ماء الشرب. ويتراوح التبقع الفلوري من أبيض في الحالات الخفيفة إلى بني في الحالات الأكثر شدة، ويظهر على الأسنان الأمامية في فم الإنسان. وقد يحدث التلون بسبب تناول أدوية محددة بعينها مثل تتراسيكلين، فإذا تناولته الأم الحامل ترسب في أسنان مولودها اللبنية، أما إذا تناوله الطفل قبل بلوغ سن العاشرة ترسب في أسنانه الدائمة، ويكون بلون أصفر بني أو بني رمادي. والأمر في هاتين الحالتين يختلف عن تلون الأسنان أو تبقعها بسبب عوامل الزمن، ومنها شرب الشاي والقهوة وبعض أنواع الطعام وكذلك التدخين. فالأمر هنا قد يكون التعامل معه أفضل وأسهل وأكثر إرضاء للشخص.

ولحماية الأسنان من التلوين والتبقع، يُنصح بالآتي:

• الإقلال من تناول الأطعمة التي تلطخ الأسنان مثل القهوة، الشاي، التوت، الكرز، الكولا.. إلخ.

• الإكثار من تناول الأطعمة التي من شأنها أن تساعد على إزالة البقع مثل التفاح والقرنبيط والجزر.

• توخي الحذر عند استخدام «معاجين الأسنان المبيضة» من دون استشارة وإشراف الطبيب، لأن معظمها لا يحتوي على مكونات نشطة وفعالة للتبييض وإنما يعتمد على كحت السطح الخارجي للأسنان فيحيلها إلى أسنان حساسة، ومع الوقت تصبح الأسنان أكثر قتامة في نهاية المطاف بسبب إزالة طبقة المينا.

• بالنسبة للتبقع الفلوري، فإذا كان طفيفا فإنه يمكن معالجته بوسائل تبييض الأسنان، أما إذا كان شديدا فالحل يكون بتلبيس الأسنان المتبقعة.

• بالنسبة للتبييض بشكل عام، فهناك وسائل وطرق حديثة متعددة، منها ما يوجه طبيب الأسنان بعمله في المنزل، والآخر يستوجب عمله في العيادة بإشراف الطبيب نفسه، لما ينطوي عليه استخدامه من وجود مواد كيميائية لإزالة البقع، وخوفا من حدوث مضاعفات إذا لم تطبق المسألة بشكل صحيح.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]