بين الخطأ والصواب

TT

* خطر الأظافر الغائرة من الأخطاء التي اعتاد الناس عليها طريقة تقليم الأظافر بشكل عام وأظافر القدمين بشكل خاص، فهم يحرصون كنوع من الإتقان على قص أظافرهم من قواعدها مباشرة بل ويبالغون في قص زواياها (اليمنى واليسرى) بحيث تختفي تحت الجلد. ومن الأخطاء المرتبطة بهذه العادة أن يجري ارتداء أحذية ضيقة قد تمتد فترة ارتدائها لساعات طويلة تصل من 8 - 10 ساعات متواصلة في اليوم الواحد.

إن نمو الأظافر يعد ظاهرة تدل على صحة الجسم، فلدى الإنسان المريض يكون نمو الأظافر أبطأ من السليم، وكذلك من لديه أحد الأمراض المزمنة التي تسبب بطئا في نمو الأظافر، كما يلاحظ أن نمو الأظافر عند الرجال يكون أسرع من نموها عند النساء.

وتنمو أظافر الإنسان خلال فترة الطفولة والشباب بسرعة كبيرة تتراوح بين ثلاثة وخمسة سنتيمترات في السنة، وإذا لم تقص، فيمكن أن تصل إلى طول 60 سم بعد 20 - 30 سنة، خاصة في الجو الحار مقارنة مع الجو البارد، كما أنها تنمو أسرع في اليد السائدة في الاستعمال كاليد اليمنى مقارنة مع اليسرى بفضل التغذية الدموية القوية. ومن طبيعة الأظافر أنها تنحني على نفسها وأيضا تتقوس أثناء النمو.

يزداد تقوس الأظافر أثناء نموها عندما تكون غائرة داخل الجلد، وتنمو أطرافها منغرسة داخل الجلد عندما يجري قصها بشكل هلالي أو نصف دائرة، فتسبب تورما واحمرارا لا يلبث أن يتحول إلى التهاب وألم شديد يمنع صاحبه من ارتداء الحذاء كالمعتاد.

قد تنتهي الحالة بتناول بعض مضادات الالتهاب والمسكنات، وراحة القدمين بعدم لبس الحذاء، واستخدام كريمات ملطفة، وتدليك الأصابع بماء دافئ به قليل من الملح، مع تجفيف القدمين وما بين الأصابع جيدا بعد الغسل والاستحمام والوضوء.

وقد تتفاقم الحالة عند البعض الآخر، خاصة عند الذين يعانون من داء السكري أو قصور الدورة الدموية أو كليهما، وتتحول إلى التهاب بكتيري مزمن لا يستجيب للعلاج الدوائي بالمضادات الحيوية، بل يستوجب العمل الجراحي لاستئصال جزء بسيط من الظفر وهو الجزء الذي يدخل في الجلد متقوسا واستئصال الخلايا الأم التي ينمو منها الظفر الجديد.

وعليه، فالطريقة الصحيحة لتقليم الأظافر أن يجري القص مستقيما، مع ترك 1 - 2 ملليمتر من قاعدة الظفر، وأن تكون الأطراف حرة بارزة.

* تنظيف الأذن تعود كثيرون على تنظيف القناة السمعية يوميا باستخدام الأعواد القطنية أو بطرف الأصبع الصغير، خاصة عندما تكون هناك حكة مزمنة في القناة. ويحمل هذا السلوك الخاطئ خطورة على سلامة القناة السمعية، ناهيك بطبلة الأذن الرقيقة واحتمال إصابتها بالالتهاب أو الخدش والنزف أو الثقب.

من المعروف طبيا أن قناة الأذن مزودة بشعيرات دقيقة تقوم بعملية التنظيف ذاتيا بفضل حركاتها الدائمة بحيث تطرد جميع الفضلات إلى خارج الأذن كالمادة الشمعية الزائدة مثلا وكذلك خلايا الجلد الميتة وجزيئات الاتساخ والأتربة.

البروفسور خليل صدقة سندي، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، ينصح عبر موقع «نخبة الأطباء» بـ«لا للأعواد القطنية» محذرا من سوء استخدامها؛ حيث إنه من الممكن أن يتسبب الجزء الداخلي الصلب منها في إلحاق تلف بالجلد الموجود بالقناة السمعية، مما يؤدي غالبا إلى الإصابة بالتهابات مؤلمة وإكزيما بالقناة السمعية، وقد يصل الأمر إلى إصابة طبلة الأذن الحساسة نفسها بالالتهاب أو الجروح.

فضلا عن ذلك، يتسبب استخدام الأعواد القطنية غالبا في ولوج المادة الشمعية إلى داخل القناة السمعية ومنها إلى طبلة الأذن، مما قد يؤدي إلى جفاف المادة الشمعية هناك وتكوّن كتل صلبة منها تلتصق بطبلة الأذن وتتسبب في الضغط عليها بصورة مستمرة أو تتحرك داخل الأذن، الأمر الذي يستلزم استشارة الطبيب على الفور لإزالتها على يد متخصص. وبالنسبة لمَن لا يرغب في الاستغناء عن الأعواد القطنية لما تتمتع به من سهولة في الاستخدام، فيفضل استخدام الأعواد القطنية المخصصة للرضع، التي تحتوي على كتلة قطنية كبيرة لدرجة أنه لا يمكنها الوصول مطلقا إلى داخل الأذن بشكل عميق، ومن ثمّ فهي تقوم بتنظيف الأجزاء الخارجية من الأذن فقط.

وكي يجري تنظيف الأذن بشكل سليم ودون إلحاق أي أضرار بها، يفضل إدخال الماء أثناء الاستحمام حتى بداية فتحة القناة السمعية فقط. وبديلا لذلك، يمكن أيضا تنظيف الأذن من خلال ترك كمية قليلة من الماء تسري إلى داخلها أثناء الاستحمام أو غسل الشعر، ولكن مع الالتزام بألا يتوغل أي قدر من الشامبو أو الصابون داخل الأذن عند القيام بعملية التنظيف، على أن يجري تجفيف صيوان الأذن بعد ذلك باستخدام قطعة قماش مرنة. وإذا أصيب الجلد في منطقة صيوان الأذن بالجفاف أو الحكة، فيمكن حينئذ التدليك بحذر باستخدام بعض قطرات من زيت الأطفال، مع أهمية تنظيف الجلد الموجود خلف الأذن بانتظام وتجفيفه جيدا، لا سيما لدى الأطفال، وإلا قد تنشأ به التهابات.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]