بين الخطأ والصواب

TT

* رائحة الفم الكريهة ينظر كثيرون إلى مشكلة رائحة الفم الكريهة بحرج كبير باعتبارها موضوعا حساسا جدا من الوجهة الصحية والاجتماعية؛ إذ إنها لا تؤثر فقط على الشخص نفسه وإنما على من حوله أيضا، مع أنها مشكلة شائعة يعاني منها أكثر من 50 في المائة من سكان العالم، مع درجات متفاوتة من الشدة والمسببات. وقد يمضي على المشكلة زمن غير قصير دون أن يدركها الشخص تماما، إلا إذا قيل له مباشرة من قبل الآخرين، ويكون محرجا للغاية.

في معظم الحالات، تنبع رائحة الفم الكريهة من الميكروبات المسببة للرائحة الموجودة بين الأسنان واللثة وعلى اللسان، ويمكن أيضا أن تسببها البكتيريا المرتبطة بأمراض اللثة. وتبدأ أمراض اللثة بالتهاب بسيط في اللثة gingivitis، إذا لم يعالج على الفور يمكن أن يتطور إلى التهاب دواعم الأسنان periodontitis وترافقه فيما يقرب من 10 في المائة من الحالات رائحة كريهة. وأمراض اللثة غالبا ما تكون مصحوبة بفراغات بين الأسنان واللثة، يدخل الطعام فيها، ويعطي الفرصة لتكاثر البكتيريا. وفي الحالات الشديدة، تنزف اللثة كمية من الدم الذي يتحلل داخل فم الشخص فتنبعث منه رائحة كريهة أيضا.

من المهم جدا في علاج رائحة الفم الكريهة أن يتعرف الشخص على حقيقة المشكلة ثم يستخدم العلاجات التقليدية مثل غسول الفم الذي يمكن أن يكون له دور كبير، وكذلك أداة كشط اللسان، إضافة إلى عمل التغييرات اللازمة في الطعام ونمط الحياة، وأن يحافظ في حياته على الممارسات السليمة لنظافة الفم لمنع البكتيريا من التكاثر في فمه، وأن يتبع الطرق الطبيعية التي من شأنها أن تساعد على تعزيز صحة الفم وحمايته من تكاثر الميكروبات المسببة للرائحة.

إن الفرشاة والخيط هما، في الواقع، الوسيلة الفعالة لتعزيز بيئة صحية في الفم، وبالتالي تمنع رائحة الفم الكريهة. وفي الوقت نفسه يفضل أن يقلل الشخص من استعمال معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلوريد، تلافيا لما قد يحدث من أضرار صحية بدلا من منع تسوس الأسنان ومشاكل الأسنان الأخرى.

ومن المعروف أن تسوس الأسنان يحدث نتيجة علاقة تكافلية بين البكتيريا ودرجة الحموضة، وهي المسؤولة عن البيئة المسببة للأمراض في الفم، فإذا انخفضت درجة حموضة الفم فإن ذلك يؤدي إلى فقدان الكالسيوم في الأسنان، مسببا نخرها وتدميرها. ولحظة دخول الميكروبات واختراقها طبقة المينا للأسنان، سيجري إفراز إنزيمات تفتت كولاجين البنية الداخلية للأسنان محدثة تجاويف.

من أجل معادلة حموضة الفم، ننصح بتفريش الأسنان بصودا الخبز Baking Soda ليلا، كما يمكن استخدام الصودا كمضمضة للفم عن طريق إذابة قليل منها في الماء، حسب الإرشادات التالية حول كيفية استخدام صودا الخَبز بطريقة فعالة:

*تبلل الفرشاة وتغمس في صودا الخبز، ثم تفرش الأسنان بها، حتى الشعور بأن الأسنان أصبحت ملساء.

*ولشطف الفم، يجري وضع نحو ملعقة صغيرة من صودا الخبز في كوب صغير من الماء، للمضمضة والبصق.

*استخدام معجون أسنان يحتوي على الكالسيوم وأملاح الفوسفات، أو هيدروكسي أباتيت، لاستعادة المعادن إلى الأسنان.

*المفتاح لعلاج ومنع رائحة الفم الكريهة المزمنة هو تحديد السبب الجذري والتصدي له، وتحسين بكتيريا الأمعاء فلها دور في منع وتقوية الجهاز المناعي.

* التطعيم ضد الإنفلونزا من الأخطاء الشائعة أن نرى في كثير من بلدان العالم، حتى المتقدمة منها، أن عددا كبيرا من أفراد تلك المجتمعات لا زالوا يعانون من حالات مرضية ومضاعفات شديدة من جراء الإصابة بالإنفلونزا الموسمية وخاصة لدى فئة صغار السن من الأطفال، على الرغم من وجود تطعيم ضد هذا المرض وتصل نسبة فعاليته لمستوى عال.

لقد جرى إنتاج لقاح الإنفلونزا وأصبح متاحا منذ الأربعينات. وبفضله جرى إنقاذ حياة الملايين من الوفاة بسبب هذا المرض الذي يبدأ نشاط انتشار فيروسه بصفة خاصة في موسم الخريف ثم الشتاء ويستمر حتى الربيع. ويعد تطعيم الإنفلونزا من التطعيمات التي تحرص منظمة الصحة العالمية على إعطائها وتوصي دول العالم بتطعيم الحجاج المتوجهين إلى الأراضي المقدسة في مثل هذه الأيام من كل سنة.

ويجري التركيز على الفئات التي تعد الأكثر تعرضا لخطر الوفاة أو الإصابة بمرض خطير من جراء فيروس الإنفلونزا، خاصة كبار السن، والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر إلى 5 سنوات، البالغين فوق الـ50، النساء الحوامل، الذين يعانون من أحد الأمراض المزمنة المنهكة للصحة مثل مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكبد والكلى والأورام، وكذلك الناس الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة.

ولا زالت الدراسات تعقد حول الجدوى من إعطاء تطعيم الإنفلونزا وتطرح نتائجها على المسؤولين في مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها CDC، والتي توصي بتوسيع نطاق التطعيم ليشمل الأطفال حتى سن 18 عاما. وقد وجد أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 18 سنة هم أيضا معرضون للإصابة بالإنفلونزا بمعدلات أعلى من الفئات العمرية الأخرى، وإن كانت درجة إصابتهم لا تصل لمراحل مرضية خطيرة أو شديدة.

ومن بين الوفيات التي تسجل سنويا منسوبة إلى مرض الإنفلونزا، والتي تقدر بأكثر من 36 ألف وفاة، هناك فقط 25 إلى 50 حالة تحدث في الشريحة العمرية للأطفال، وهذا ما أوضحته تقارير المراكز الأميركية.

وهذا ما دعا الفريق الاستشاري بهذه المراكز للمطالبة بتوسيع التطعيم السنوي للإنفلونزا لجميع الأطفال تقريبا وليس فقط في إطار «من هم دون سن 5 سنوات» باستثناء الأطفال الأصغر سنا من 6 أشهر وأولئك الذين لديهم حساسية شديدة للبيض.

هذا يعني أن نحو 30 مليون طفل، زيادة عن العدد السابق سوف يحصلون على التطعيم، وسيكون هذا المشروع واحدا من أكبر التوسعات في التغطية التحصينية ضد مرض الإنفلونزا في تاريخ الولايات المتحدة.

لقد جرى اعتماد هذه التوصية المقدمة من الفريق الاستشاري، بصورة روتينية، من المراكز وجرى إصدار المبادئ التوجيهية إلى الأطباء والمستشفيات نحو هذا التطعيم. وهناك من يرى أن يعطى لقاح الإنفلونزا لكل شخص صحيح، بدلا من إضافة مجموعة أخرى من الأطفال من وقت لآخر.

ويعتقد الخبراء أن تطعيم الإنفلونزا عندما يعطى لمزيد من الأطفال يمكن أيضا أن يمنع المرض من الانتشار إلى البالغين وكبار السن، رغم أن الدراسات لم تحدد بعد بوضوح أهمية ذلك.

استشاري في طب المجتمع مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة [email protected]