دخول الأطفال المدارس بشكل مبكر يقي من سرطان اللوكيميا

عدوى الأطفال بالفيروسات تزيد مناعة الجسم * التلقيح يحمي الأطفال من العديد من الأمراض القاتلة * سرطان الدم من الأمراض التي يمكن شفاؤها حاليا

TT

أشارت دراسة طبية بريطانية جديدة إلى أن دخول الأطفال إلى المدارس بعمر مبكر من شأنه أن يقلل من نسبة حدوث سرطان اللوكيميا. ونشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة «السرطان» الصادرة في بريطانيا الأسبوع الماضي.

وقد شرح الأطباء هذه النتائج بقولهم إن تعرض الأطفال إلى الالتهابات الجرثومية والفيروسية بشكل مبكر عن طريق العدوى، يؤدي إلى تحريض الجهاز المناعي وتنشيطه وبالتالي تصبح مناعة الأطفال أقوى لمقاومة الفيروسات التي تلعب دوراً في ظهور السرطانات.

ووجد الأطباء ان دخول الحضانة يؤدي إلى انخفاض وتفادي نوع من السرطان يدعى ابيضاض الدم الليمفاوي الحاد.

أجريت الدراسة على 140 طفلا تتراوح أعمارهم بين سنة و14 سنة، وقورنت النتائج مع مجموعة أخرى وبأعمار مختلفة، وخلصت إلى النتائج المذكورة أعلاه.

وقد أجريت دراسة أخرى في ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة لتقصي هذه النتائج ووجد في الدراسات الإحصائية ان نظرية ارتباط سرطانات الدم مع عمر دخول المدرسة يمكن أن تكون صحيحة.

وقالت البروفيسورة بيتريشا بافلر ان الأطفال يحصلون على فوائد عديدة من دخولهم المبكر للمدرسة منها أخذ اللقاحات التي تزيد من مناعة الطفل ضد الأمراض، إضافة إلى أن اختلاط الأطفال مع بعضهم بعضا يؤدي إلى انتقال زمرة كبيرة من الفيروسات والجراثيم من طفل إلى آخر، وبالتالي تزداد مناعة الطفل قوة وتنوعاً في مكافحة تلك الجراثيم لدى الكبر، إذ تصبح قدرة الجسم والجهاز المناعي كبيرة في التعرف على تلك الأجزاء الغريبة.

هذه النتائج تؤكد على أهمية اختلاط الطفل مع المجتمع والبيئة، فعزل الطفل بعيداً عن المجتمع والنظافة الزائدة قد تؤدي إلى انخفاض قدرة الجهاز المناعي على مكافحة الأمراض وبالتالي تزداد نسبة حدوث السرطان لديهم.

وقد أكد الأطباء في هذه الدراسة على أهمية توقيت حدوث الالتهابات لدى الإنسان، فحدوث بعض الإصابات الفيروسية في عمر مبكرة من شأنه أن يؤدي إلى حدوث مناعة دائمة في بعض الأحيان تجاه ذلك الفيروس.

وقد ربط الباحثون نوعين من الفيروسات مع حدوث اللوكيميا لدى الأطفال هما فيروس «ايبشتاين بار» وفيروس «تي سيل».

وهناك عوامل خطورة أخرى لحدوث اللوكيميا مثل التعرض للإشعاعات والمواد الكيميائية والعوامل الوراثية وعمليات نقل الدم.. إلخ.

وتقسم اللوكيميا أو ما يدعى ابيضاض الدم إلى نوعين أساسيين هما:

1 ـ اللوكيميا الحادة والتي تقسم بدورها إلى لوكيميا ليمفاوية أو لوكيميا نقوية أي مصدرها نخاع العظام.

وقد قسمت الهيئة البريطانية الأميركية الفرنسية المشتركة اللوكيميا إلى نوعين أساسيين هما: اللوكيميا الليمفاوية وتدرج من L1 إلى L3، واللوكيميا النقوية التي تدرج من M1 إلى M7.

2 ـ اللوكيميا المزمنة، وهي بدورها تقسم إلى ليمفاوية ونقوية.

تبدأ أعراض اللوكيميا لدى الأطفال غير واضحة أو نوعية مثل التهاب البلعوم وارتفاع درجة الحرارة ونقص الشهية للطعام ونقص الوزن، كما تظهر أعراض اضطرابات دموية مثل حدوث لطخات حمراء على الجلد وحدوث نزف دموي من الفم والبلعوم وبعض الأحيان يحدث نزف دموي من الأمعاء كما يصاحب ذلك خروج دم مع البول.

وقد تطورت معالجة هذا النوع من السرطان بشكل كبير في السنوات الأخيرة وأصبحت إمكانية الشفاء التامة واردة في نسبة عالية من المرضى.

=