علماء أميركيون يطورون لقاحا لمرض الإيبولا

TT

قال علماء أميركيون في مقالة نشرت في مجلة «نيتشور» العلمية انهم صمموا مضاداً لفيروس الإيبولا في الفصائل الرئيسية، وهذه خطوة كبيرة نحو تطوير مضاد موجه للإنسان.

وسبب انتشار هذا الفيروس مئات الوفيات في أفريقيا. وتجعل شدته التي تقتل تسعين في المائة من المصابين نتيجة لنزيف شديد، علاجه صعبا جدا. ويخاف العلماء أن تغييرا بسيطا في الفيروس قد يؤدي لانتشاره في أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال فان انفلونزا الطيور والخنزير وكذلك فيروس الإيدز تعتبر مسببات لأمراض كانت في الماضي مقتصرة على مناطق معينة، ولكنها تحولت فجأة الى اوبئة عالمية.

ويقول اختصاصي البشرة جيمس لوك من مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: «إننا فرحون بهذه النتائج، إذ يبين البحث انه يمكن حماية القرد، وهذه خطوة رئيسية نحو تفهمنا كيفية حماية الإنسان من هذا المرض». وفي العادة فان المضادات التي تتطور في الفصائل الرئيسية، تنفع في الإنسان، لأن جهاز المناعة لديها شبيه بجهاز الإنسان.

وتم التعرف على فيروس الإيبولا اول مرة عام 1976 بعد انتشاره في قرية على نهر الإيبولا في دولة الكونغو والتي كانت تعرف سابقا باسم زائير. وكان هذا الفيروس بطل كتاب «هوت زون» وفيلم «الانتشار»، وتم استعراضه في عدد من الكتب والأفلام الأخرى. ولهذا الفيروس أعراض مخيفة منها الألم الحاد والحمى ونزيف الأعضاء داخل الجسم. وينتشر الفيروس بالاتصال الجسدي، ولهذا عادة يتضمن الانتشار أعضاء عائلة الضحايا الأوائل، وموظفي الصحة الذين يعالجونهم. ولا يوجد هناك أي علاج مناسب وتمتد نسبة الوفيات من خمسين في المائة إلى تسعين في المائة وفقا لأي شكل من الأشكال الثلاثة التي تسبب المرض.

ويقول الدكتور أنتوني فاوتشي مدير معهد الحساسيات والأمراض المعدية: «يعتبر فيروس الإيبولا صعبا جدا لأنه لا يوجد علاج ذو أثر مثبت ونحن لا نعرف بيئته الطبيعية ولذا تتعذر السيطرة البيئية. فالمضاد هو أحسن وسيلة لحماية الإنسان من العدوى». وتبحث فرق من منظمة الصحة العالمية ومجموعات أخرى عن حيوان ناقل في أفريقيا ولكنهم لم يجدوا واحدا بعد.

واستخدم العلماء فيروسا ميتا وبروتينات الفيروس في محاولاتهم لإنتاج مضاد، ولكن بدون نجاح. ويقول لوك «أحد الأسباب هو أن الفيروس خطير جدا، وبالتالي لا توجد أعداد كبيرة من الناس تبحث عن علاج. ويضطر العلماء الى العمل في مختبرات بحماية بيئية عالية المستوى ويلبسون بدلات واقية وغيرها من المعدات الواقية». واستخدم فريق نيبل طريقة بمنهجين تسمى الشحن ـ ثم ـ التقوية والتي استخدمت سابقا بنجاح لحماية خنازير غينيا من مرض الإيبولا. ويتم شحن جهاز القردة المناعي بحقنها بحامض نووي يحتوي على مورثات لعدد من بروتينيات الإيبولا. وهذا يجعل كريات الدم البيضاء في الحيوان تهاجم الفيروس عندما تعترضه. ويتم تقوية هذه المناعة الأولية بحقن الحيوان بفيروس غير مضر يحتوي على مورثات الإيبولا. وتشجع هذه الخطوة إنتاج المضادات الحيوية ضد الفيروس.

واعلن فريق نيبل أن أربعة قرود تم حقنها بهذا المضاد، ولم يكن هناك أي أثر للعدوى عندما تم حقنها عمدا بكمية ضئيلة من فيروس الإيبولا. وأصاب المرض ثلاثة قرود أخرى لم تحقن بالمضاد عندما حقنت بنفس الكمية الضئيلة من الفيروس وماتت خلال أسبوع. ويقول نيبل: «هذا إثبات للمبدأ انه يمكنك توليد مناعة ضد الإيبولا. فنحن لم نعرف هذا بكل تأكيد». =