إسمنت عظمي لإصلاح فقرات الظهر وكسورها

المريض يعاني من حدوث تحدب في عموده الفقري وقصر في قامته نتيجة الكسور الانضغاطية * الألم يزول بشكل فوري تقريبا بعد العملية * تثبيت القطع العظمية ومنع حدوث مزيد من الانخماص في جسم الفقرة عن طريق مواد جديدة

TT

يعاني المصابون بترقق العظام من حدوث كسور في مختلف عظام الجسم والعمود الفقري، وهو واحد من اهم المواضع التي تتعرض لما يسمى الكسور الانضغاطية. وتترك هذه الكسور في احسن الاحوال المريض تحت وطأة ألم غالبا ما تفشل معظم المسكنات في ايقافه. هذا اضافة لما يعانيه المريض من حدوث تحدب في عموده الفقري وقصر في قامته نتيجة الكسور الانضغاطية المتكررة في فقرات مختلفة.

وحديثا توصل الاطباء لابتكار طريقة جديدة لمعالجة كسور الفقرات تمكن المريض من مغادرة المستشفى بعد اجرائها مباشرة. وقد اطلق على هذه الطرق اسم تصنيع الفقرات Vertebroplasty وهذه المعالجة بالاضافة للنسخة الأحدث منها التي تدعى تصنيع الحدب Kyphoplasty تعد بتقديم معالجة ناجعة للكثيرين الذين يعانون من الألم نتيجة كسور في العمود الفقري والتي لا يملك الاطباء كثيرا من الخيارات لمعالجتها. ولكن هذه الطرق الحديثة في المعالجة غير متاحة على نطاق واسع حتى الآن، ولم تزل الدراسات تجري لمعرفة مدى فعاليتها. وقد حذرت الجمعية القومية للجراحة العظمية في الولايات المتحدة الاميركية المرضى لضرورة اجراء تقييم دقيق لحالتهم لمعرفة امكانية استفادتهم من هذه المعالجة.

ويقول مؤيدو هذه الطرق العلاجية الحديثة بأنه بعد الآن لا حاجة لأن يعاني المرضى لأشهر طويلة من الألم وملازمة الفراش على امل ان تشفى كسور الفقرات لديهم. ويقول الدكتور ايزادرول لبيرمان المختص في جراحة العمود الفقري من مستشفى كليفلاند في الولايات المتحدة الذي اجرى اكثر من مائة عملية تصنيع حدب: حتى الآن لم يكن لدينا اي خيار علاجي لهؤلاء المرضى، ولكن بعد الآن لا حاجة لأن يعاني مرضى كسور الفقرات من الالم لاشهر طويلة. واعظم ما في هذه الطريقة هو ان الالم يزول بشكل فوري تقريبا.

يعاني من ترقق العظام حوالي عشرة ملايين اميركي ويعاني حوالي سبعمائة الف مريض من كسور في العمود الفقري نتيجة لذلك. وهم يتعذبون ويتألمون عند جلوسهم او نهوضهم لما تسببه هذه الحركات من ضغط على الفقرة المكسورة. ويزول الالم بعد بضعة اشهر من الراحة في السرير عند حوالي ثلثي المرضى، اما الثلث الباقي فيعاني من ألم مزمن. وبتكرر حدوث الكسور في فقرات متعددة ينقص طول المريض ويتقوس ظهره ويعاني نتيجة ذلك من مشاكل تنفسية وهضمية.

وتتم عملية تصنيع الفقرات باستخدام تجهيزات شعاعية خاصة وذلك لادخال ابرة بحجم مصاصة شرب العصير الى مكان الفقرة المحطمة، ثم يتم حقن اسمنت عظمي ليتم بواسطته تثبيت القطع العظمية ومنع حدوث مزيد من الانخماص في جسم الفقرة. اما تصنيع الحدب فهو عملية اكثر تعقيدا. ففي البداية يتم ادخال قنطرة تحمل بالونا الى موضع الفقرة المهشمة، يتم بعدها نفخ البالون بواسطة سائل خاص مما يعمل على اعادة تشكيل هيكل الفقرة المتخمصة ويتيح المجال لحقن الاسمنت العظمي، وهذا يساهم في استعادة بعض الطول.

ولا تفيد هذه العمليات في جميع المرضى. وقد بينت دراسات صغيرة بأنها تزيل الالم عند حوالي 75 الى %90 من المرضى، ومن مزايا هذا النوع من العمليات انها تجرى دون الحاجة لدخول المريض المستشفى. لكنها تحمل ايضا بعض المخاطر كأذية الجذور العصبية عند محاولة ادخال الابرة الى المكان المرغوب فيه، او نتيجة تسرب بعض الاسمنت العظمي. ويجب قبل اجراء هذه العملية التأكد من ان الالم الظهري ناجم عن الكسر الانضغاطي وليس عن سبب آخر. ولا تجري هذه العملية بعد مضي زمن طويل على حدوث الكسر. وينصح المختصون باجراء عملية تصنيع الفقرات للكسور الحديثة ولكنهم لم يتفقوا بعد على تعريف الكسور الحديثة، فبعضهم يقول اقل من ستة اشهر وبعضهم الآخر يقول اقل من سنة.

=