طريقة جديدة لتحليل الإشارات الدماغية

TT

اكتشف العلماء الاميركيون طريقة جديدة لتحليل الاشارات الدماغية ودراستها، وهذه الطريقة ستساعد على فهم آلية حدوث الامراض الدماغية وانتاج الادوية المناسبة لها.

وقد استطاع العلماء في جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الاميركية عزل الحويصلات الكيميائية الصغيرة التي تحتوي الوسائط الكيميائية التي تنقل المعلومات والسيالة العصبية بين النورونات العصبية الدماغية. ويقول مارتن بوك احد المشاركين في هذه البحوث، ان الحويصلات الكيميائية صغيرة جدا، اذ قدر ان قطرة وحيدة يمكن ان تحتوي على اكثر من مليار حويصل كيميائي، لذلك من الصعب معرفة تركيب هذه الحويصلات بالطرق العادية المتاحة.

وقال ريتشارد زار الذي ترأس بحوث الكشف عن المركبات الفضائية الوسيطة في الجملة العصبية، ان فريقه استطاع عزل حويصل واحد بواسطة الليزر، حيث تسنى للباحثين دراسة مركباته الكيميائية بشكل منعزل عن الحويصلات الاخرى.

وقام الفريق بدراسة الوسائط الكيميائية الموجودة في حويصلات بعض الحيوانات البحرية على اعتبار ان دراستها اسهل بسبب ضخامة حجمها مقارنة مع الحويصلات الكيميائية البشرية (اكبر بألف مرة).

وعلق زار بأن فريقه سيجري التجارب على الانسان لدراسة الحويصلات الكيميائية الدماغية، عندما تتوفر تقنيات ليزرية أفضل من الموجودة حاليا بين أيدي الباحثين.

ويقوم مبدأ طريقة دراسة المركبات الكيميائية الدماغية على عزل الحويصلات الخلوية التي تحتوي عليها بواسطة الليزر. بعد ذلك يؤخذ كل حويصل بشكل منفرد ويوضع في انبوب اختبار مضاف اليه مادة واضحة مشعة لكل مركب كيميائي معروف. وعندما يدخل الحويصل الى الانبوب يتفكك جداره وتنطلق مواده الكيميائية وترتبط مع المواد الواصمة لها. بعدها يسلط على انبوب الاختبار كاشف خاص يستطيع تحري المواد الواصمة من حيث الحركة والثقل والنوعية وبذلك يمكن معرفة مركبات الحويصل المأخوذ من الخلايا العصبية بدقة، عن طريق دراسة الكواشف المشعة المرتبطة بها.

وقالت الباحثة شيري ليلاند المشاركة في هذه البحوث انه يمكن عزل كل مادة كيميائية موجودة في الخلايا الدماغية على حدة وذلك بعزل مركبات الحويصلات في انابيب اختبار اصغر بالتدريج.

تكمن فوائد هذه البحوث انه في المستقبل سيتمكن العلماء من معرفة تركيب المركبات الكيميائية الطبيعية في الخلايا العصبية، بالاضافة الى تبدلات نسبتها الخلوية وخارج الخلوية اثناء الفعاليات العصبية.

وسوف يسمح باجراء مخطط طبيعي للفعاليات الكيميائية ولمحتويات الحويصلات الكيميائية الوسيطة، وعن طريق المقارنة بين الحويصلات لشخص طبيعي مع شخص آخر يمكن معرفة اسباب المرض ونوعيته، وبالتالي يمكن اقتراح العلاج المناسب. والوسائط الكيميائية الدماغية لا تحصى، لكن هناك مجموعة منها يمكن تحريها بسهولة لدى المرضى مثل الادرينالين والنور ادرينالين والدوبامين والسيراتونين والاستيل لولين.. الخ.

=