طريقة جديدة لمعالجة الساد العيني

TT

بينت احدى الدراسات العالمية بأن جهاز الليزر الذي يعمل على تجزئة الساد Cataract وازالته قد يكون بديلا مأمونا وفعالا في معالجة هذه الحالة التي تصيب العين. وتستخدم المعالجة الليزرية هذه كمية من الطاقة أقل مما تستخدمه معالجة الساد التقليدية، وهي تسبب اختلاطات أقل وذلك طبقا لما أعلنه الباحثون.

ويتشكل الساد عندما تصاب عدسة العين التي تقوم بتجميع الضوء لتشكيل خيال واضح على شبكة العين، بالتكثف وتصبح ضبابية. وعلى الرغم من ان الساد يتشكل ويتطور ببطء ومن غير الم، الا انه يمكن ان يحجب الرؤية كليا عندما يكتمل وينضج. ومن أعراض هذه الحالة التي ترتبط الى حد كبير بالتقدم في السن نقص الرؤية الليلية، وعدم القدرة على ادراك البعد الثالث أو عمق الأشياء، اضافة الى ضبابية الألوان.

وتقوم المعالجة التقليدية للساد على ازالة العدسة المتكثفة والمريضة واستبدال عدسة صناعية بها. ويمكن لجراح العيون ان يستأصل العدسة بشكل كامل عبر شق في صلبة العين (بياض العين)، أو يمكن ان تفتت العدسة وتحلل بواسطة الأمواج فوق الصوتية ثم تشفط من العين عن طريق شق صغير جداً.

وفي العام الماضي قامت هيئة الأغذية والأدوية الأميركية بالموافقة على جهاز لإزالة الساد بواسطة الليزر. حيث يمكن عن طريق مسبار دقيق يدخل عبر شق صغير، ويولد الجهاز الليزري صدمة لتحل النسيج المكون للساد ليتم بعد ذلك شفط الأشلاء النسيجية عن طريق نفس المسبار وفي هذه الدراسة قام الدكتور آناستاسيوس جون كانيلوبولوس من مستشفى منهاتن للعين والأذن والبلعوم في مدينة نيويورك مع مساعديه باستخدام جهاز الليزر لعلاج الساد وازالته من ألف عين. وعلى الرغم من حدوث بعض الاختلاطات الطفيفة لدى ثماني عشرة حالة، الا ان هذه المعالجة الليزرية بدت بأنها مأمونة وفعالة طبقا لتصريحات الباحثين. وبما ان المعالجة الليزرية تستخدم كمية أقل من الطاقة وتنشر حرارة أقل مما تنشره المعالجة بالأمواج فوق الصوتية، فإن الدكتور كانيلوبولوس ومساعديه يتوقعون بأن تقلل هذه الوسيلة من الاختلاطات وأهمها حروق القرنية. وفي معظم الحالات تمكن الباحثون من ازالة الساد عبر شق لا يتجاوز ميليمترين، وهو أصغر من الشق اللازم لازالة الساد بالطريقة التقليدية. ومع ذلك دعا الباحثون للقيام بالمزيد من الدراسات لاثبات سلامة وفعالية جهاز الليزر.

ويقول الدكتور روجر ستينيرت من مدرسة هارفرد للطب في بوسطن مؤيدا: «الجديد ليس بالضرورة ان يكون افضل. ومن غير المؤكد إذا كانت الجراحة الليزرية ستكون افضل بشكل ملموس من عمل جراحي تقليدي متقن بشكل جيد». ويعتقد أن الأمواج فوق الصوتية وسيلة سليمة ومأمونة وشديدة الفعالية.

وحاليا لا يستخدم الليزر الا عدد قليل من جراحي العيون في الولايات المتحدة، الا انه متى تطورت هذه التقنية واصبحت أقل كلفة سيصبح ازالة الساد بالليزر اكثر انتشارا واستعمالا. ومن المبكر جدا الآن معرفة هل ان المعالجة بالجراحة الليزرية ستثبت بأنها أفضل من المعالجة بالأمواج فوق الصوتية.

=