خطورة زرق العين على العصب البصري

يدعى مرض الجلوكوما بالأفعى اللادغة لأنه يمكن أن يؤدي إلى العمى المفاجئ

TT

يعاني ما لا يقل عن 67 مليون انسان من مرض زرق العين «الجلوكوما» او ما يعرف طبياً بارتفاع ضغط باطن العين كما يعرف بالعامية بالماء الزرقاء.

وقد اشارت الدراسات الكندية الجديدة إلى ان خطورة هذا المرض لا تشمل العصب البصري فحسب وانما يمكن ان يمتد التلف إلى بعض الخلايا العصبية الدماغية ايضا.

ووجد الدكتور نيرو كبتا مدير وحدة زرق العين في مستشفى سانت مايكل في تورونتو، ان ارتفاع ضغط العين المزمن يمكن ان يؤدي إلى تلف بعض الخلايا الدماغية المسؤولة عن تفسير الألوان بواسطة شبكية العين.

وقد علق البروفيسور هاري كويكلي من جامعة هوبكنز على الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة «امراض العين» بقوله ان نتائج الابحاث الجديدة ذات وجهين مختلفين: الأول ايجابي وهو ان علاج فقدان البصر الناتج عن الزرق يمكن ان يتطور استناداً إلى الابحاث الجديدة. اما الوجه الثاني فهو سلبي، اذ ان هذه الابحاث تقلل من اهمية تجارب زراعة خلايا العصب البصري لاعادة الرؤية لدى مرض الزرق. فموت الخلايا الدماغية يشير إلى ان زراعة الخلايا العصبية في العصب البصري ليست الحل الامثل لمعالجة هذا المرض.

وقال البروفيسور جون شوماخر مساعد رئيس جمعية الوقاية من العمى في الولايات المتحدة، ان الدراسة الجديدة تشير إلى خطورة مرض الزرق او «الجلوكوما» على الجملة العصبية، لذلك يجب مراقبة هذا المرض بحذر اكبر واجراء المعالجات اللازمة في اسرع وقت من دون تأجيل، وذلك قبل ان تحدث التبدلات العصبية النهائية.

استخدم العلماء في هذه الدراسة نموذجا «كومبيوترياً» ثلاثي الابعاد لعد خلايا ادمغة القرود التي خضعت للتجارب وتعاني من مرض الزرق. وقد قورنت عدد الخلايا الدماغية لدى القرود المريضة مع القرود السليمة. ووجد الباحثون ان الذين يعانون من الجلوكوما يتدمر لديهم 40 في المائة من الخلايا العصبية الموجودة في العين والدماغ.

والخلايا الدماغية التالفة هي الخلايا التي تستقبل اشارات حسية بصرية من العصب البصري.

يدعى مرض الزرق في بعض المراجع الغربية بـ «الافعى اللادغة»، اذ انه يؤدي إلى عمى مفاجئ بعد هجمة حادة للعين. وهناك انواع من الزرق اخطر من الاخرى وذلك تبعاً للتصنيف الدولي الذي يقسم الزرق إلى: الزرق مغلق الزاوية، والزرق المفتوح الزاوية، والزرق الولادي.

وقد نصحت جمعية اطباء العيون الاميركية بإجراء فحص كامل للعين كل 4 سنوات لدى الناس العاديين. وكل سنتين لدى الذين لديهم خطورة عالية، اما الذين تجاوزت اعمارهم 50 سنة فكل سنة يجب ان يخضعوا لفحص العين.