أكد الدكتور إبراهيم الجدعان من قسم الجلوكوما في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، أن مرض الجلوكوما هو السبب الرئيسي لفقدان البصر الدائم في السعودية بالرغم من تحقيق نتائج حسنة في مجال الكشف وتشخيص هذا المرض في السنوات الأخيرة، موضحاً أن اكتشاف المرض مبكرا يزيد من فرص نجاح العلاج في حماية بصر مريض الجلوكوما.
ونصح د. الجدعان المرضى المعرضين للإصابة بمرض الجلوكوما بالفحص الدموي المبكر لتجنب خطر فقدان البصر.
وقال ان قياس ضغط العين ليس كافيا لاكتشاف وتشخيص المرض لأنه توجد مسببات أخرى مثل اختلال الدورة الدموية للعصب البصري، خاصة أنه وجد عدداً من المرضى مصابين بتلف في العصب البصري وخلل في مجال الرؤية رغم عدم وجود ارتفاع في ضغط العين.
وأوضح خلال الندوة التي أدارها أخيراً حول تغيرات الدورة الدموية في مرض الجلوكوما، أن عددا من الأدوية الحديثة لمكافحة الجلوكوما متوفرة حاليا في السعودية، وأن المعالجة الجراحية المتوفرة ايضاً في المملكة قد تكون الحل في بعض الحالات.
ومن جانبه تناول البروفيسور لوتز بليونات رئيس قسم الجلوكوما في مستشفى العيون الجامعي في هامبورج في ألمانيا خلال الندوة أهمية العوامل الأخرى المسببة للمرض، وقال ان بعض المرضى يصابون بتلف العصب البصري واختلال في مجال الرؤية رغم انخفاض ضغط العين ولا يتم اكتشاف المرض إلا في مراحله المتأخرة.
وأشار إلى أن تعريف الجلوكوما تغير في السنوات الأخيرة فبعد أن كان يعرف على أنه مرض يسببه ارتفاع ضغط العين، بات يعرف حالياً على أنه تلف في العصب البصري مع اختلال في مجال الرؤية، ويذكر ضغط العين على أنه أحد مسببات المرض.
وقال البروفيسور بليونات أن أهم مسببات الجلوكوما هي: ارتفاع ضغط العين، اختلال في الدورة الدموية، مثل انخفاض ضغط الدم وانقباض الأوعية الدموية الصغيرة، تصلب الشرايين، التي بدورها تؤثر على التغذية الدموية للعصب البصري، ووجود عوامل جينية، مبيناً أن ضغط العين المناسب يكون عنده العصب ومجال الرؤية مستقرا ويتوقف معه تدهور المرض.
وحول الأدوية التي تستخدم كعلاج أولي لمكافحة المرض، أوضح الدكتور بليونات أن الجمعية الأوروبية لمرضى الجلوكوما وضعت مثبطات مستقبلات بيتا Beta - Blockers كأدوية أولية.
وينصح الدكتور بليونات باتباع نظام علاجي خاص بكل مجموعة من المرضى، فعند ارتفاع ضغط العين تأتي مثبطات مستقبلات بيتا في المقدمة، وعند اختلال الدورة الدموية للعصب البصري كما في مرض الجلوكوما الذي لا يصاحبه ارتفاع في ضغط العين، فإن عقار دورزولامايد يأتي في المقدمة كما دلت على ذلك دراسات حديثة، حيث يحسن الدورة الدموية إلى العصب البصري ويخفض ضغط العين أيضا، كما انه من الممكن في بعض الحالات استخدام مثبطات قنوات الكالسيوم المركزية.
وقال إن هناك دراسات حديثة أكدت على أن مرض الجلوكوما كثير الحدوث، بينما كان في السابق يعتبر نادراً، حيث تصل النسبة في اليابان الى 60 بالمائة بينما في وسط أوروبا وأميركا تراوح نسبة حدوثه بين 30 و50 في المائة.
=