العلماء الأميركيون يشككون في مقدرة الخلايا الأصلية الكهلية على الانقسام والتحول إلى خلايا أخرى

أبحاث جديدة بينت أن الخلايا الجذعية الكهلية تتحول إلى خلايا دموية فقط * فكرة إنتاج نسج من خلايا جسم الإنسان قد تكون بعيدة الأمد

TT

فشل العلماء في جامعة ستانفورد الأميركية في محاولة إنتاج خلايا بشرية من الخلايا الجذعية أو الأصلية الكهلية.

وفي دراسة نشرت في مجلة «سينس اكسبرس» الصادرة هذا الأسبوع، وجد العلماء أن الخلايا الاصلية المأخوذة من الدم لا تستطيع التطور لأكثر من نوع واحد من الخلايا وهو الخلايا الدموية، وفكرة إنتاج أعضاء أو نسج من هذه الخلايا مسألة صعبة التحقيق والمنال.

هذه النتائج غيرت المفاهيم الموجودة في أدمغة صانعي القرار الصحي، الذين يطالبون بمنع ابحاث الخلايا الأصلية الجنينية، على اعتبار أنه يمكن الحصول على الخلايا الجذعية من الكهول أو الإنسان المريض نفسه.

وكانت الفكرة السائدة بأن الخلايا الجذعية المأخوذة من نقي عظام إنسان كهل يمكن تحويلها إلى أي نوع من الخلايا في الجسم، وذلك بعد معاملتها بشكل خاص.

وقال إيرفينغ وايزمان، رئيس مركز بيولوجيا السرطان في جامعة ستانفورد، ان فريقه ناقش عدم إمكانية تطور الخلايا الجذعية الكهلية إلى أي نسيج منذ فترة من الزمن، وحاليا أثبتت الدراسات بأن تلك الخلايا غير قادرة على التطور.

والتساؤلات هي: هل ان الخلايا الجذعية للبالغين لها القدرة نفسها كالخلايا الجذعية متعددة الفعالية؟

ـ لا يوجد إلا القليل من الأدلة، على أن للثدييات خلايا متعددة القابلية مثل خلايا الدم الجذعية، التي لها القدرة على التغيير وتكوين خلايا جلدية أو خلايا كبد أو أي خلية من أي نوع آخر، فيما عدا التغيير إلى خلايا الدم الجذعية أو نوع معين من خلايا الدم فحسب، غير أن الأبحاث على الحيوانات تساعد العلماء على مساءلة هذا الأمر.

فقد تبين من الدراسات التي أجريت على الحيوانات المختبرية أن بعضا من الخلايا الجذعية في البالغين التي كان يعتقد في الماضي انها محددة فقط في التطور الى خط واحد من الخلايا المتخصصة لها القدرة على تكوين أنواع أخرى من الخلايا المتخصصة. فعلى سبيل المثال بينت التجارب أخيرا التي أجريت على الجرذان، أنه إذا ما وضعت الخلايا العصبية الجذعية في نخاع العظم، فإنها، وعلى ما يظهر، تنتج أنواعا مختلفة من خلايا الدم، اضافة الى ذلك، فقد بينت الدراسات على الفئران أن الخلايا الجذعية الموجودة في نخاع العظم لها القابلية على انتاج خلايا الكبد. وهذه النتائج تبين أنه حتى بعد أن تبدأ الخلية الجذعية بالتخصص فإنها، وتحت ظروف معينة، ستكون أكثر مرونة مما كان يظن في السابق. وتجدر الإشارة إلى أن المرونة الظاهرة في الخلايا الجذعية للبالغين، قد أمكن ملاحظتها في الحيوانات، وفي أنواع قليلة من الأنسجة فقط.

* لِم لا تستمر الأبحاث حول الخلايا الجذعية للبالغين؟

ـ تبقى الخلايا الجذعية للبالغين محط الأنظار، لكن هنالك محدوديات بالغة الأهمية في مجال امكانية أو عدم امكانية ما نستطيع التوصل إليه باستخدام مثل هذه الخلايا. والأمر الأول الذي يتبادر إلى الذهن هو أن الخلايا الجذعية من البالغين لم يكن بالإمكان عزلها لكافة أنواع الأنسجة للجسم البشري، على الرغم من أنه أمكن تشخيص الكثير من الأنواع المختلفة للخلايا الجذعية المتعددة القابليات، إلا أنه لم يستطع العلماء إيجاد خلايا جذعية تستطيع أن تتطور إلى نسج مختلفة حتى الآن.

فعلى سبيل المثال لم نتمكن من إيجاد خلايا جذعية قلبية للبالغين، أو إيجاد جزر من خلايا جذعية لجزر غدة البنكرياس.

وعلى الصعيد الآخر، فإن الخلايا الجذعية للبالغين توجد بكميات قليلة جداً، ومن الصعب عزلها وتنقيتها، وقد يقل عددها مع التقدم بالعمر. من الأمثلة على ذلك، أن الخلايا الدماغية من البالغين التي قد تتكون من نوع الخلايا العصبية الجذعية قد أمكن الحصول عليها في حالة واحدة فقط، وبطريقة إزالة جزء من دماغ المرضى المصابين بالصرع وهي ليست طريقة عملية.

وتتطلب أي محاولة لاستخدام خلايا جذعية من جسم المريض نفسه بهدف العلاج، أن يتم أولا عزل الخلايا الجذعية من المريض، ومن ثم تنميتها في مزارع وبكميات وفيرة للحصول على كميات مناسبة للعلاج. وقد لا يكون الوقت المتاح كافيا في بعض الحالات المرضية المستعصية، لتنمية ما يكفي من الخلايا لاستخدامها في العلاج. وفي بعض الحالات التي تنطوي على تشوهات مردها تشوه وراثي، فإن الخطأ الوراثي هذا قد يكون موجوداً ايضا في الخلايا الجذعية للمريض. وبهذا فإن الخلايا لمثل هؤلاء المرضى لن تكون مناسبة للزرع، وهنالك دليل على أن الخلايا الجذعية من البالغين قد لا تكون لها القدرة نفسها على الانقسام كما هو عليه الحال في الخلايا الاكثر شبابية، اضافة الى ذلك، فإن الخلايا الجذعية للبالغين قد تحوي خللا اكبر في الحامض النووي بسبب تعرضها إلى الحياة اليومية ومن ضمنها اشعة الشمس والمواد الكيمياوية السامة، اضافة الى امكانية حدوث خلل متوقع في الحامض النووي وتكرار ذلك على مدى سنوات العمر. كل هذه المعوقات المهمة، قد تحدّ من فائدة الخلايا الجذعية للبالغين.