200 مليون طفل أقل من سن الخامسة يعانون من سوء التغذية في الدول النامية

TT

تشير التقارير الصحية العالمية الحديثة الى ان اكثر من 200 مليون طفل اقل من سن الخامسة يعانون من سوء التغذية واغلبهم من الدول النامية، كما ان السبب الرئيسي لنصف الوفيات في هذا السن هو سوء التغذية وان الناجين من الوفاة يصابون بتأخر في النمو الجسمي والعقلي.

وترجع اكثر اسباب سوء التغذية للفقر والامية وانتشار الامراض المعدية والعادات الغذائية الخاطئة والرضاعة الصناعية، وامراض الجهاز التنفسي.

وتشير البندري عبد الرحمن اختصاصية التغذية بالرياض الى ان مرحلة الطفولة المبكرة (1 ـ 6 سنوات) وهي المرحلة التي تسبق دخول المدرسة تعتبر مرحلة مهمة جدا في حياة الطفل. ففيها يتكامل بناء الجسم والعقل وتتطور المدارك كما تكتسب خلالها السلوكيات ومميزات الشخصية، ومن هنا تنبع حساسية المرحلة صحيا وغذائيا وتربويا، موضحة انه يلاحظ في هذه المرحلة بأن معدل النمو بطيء وغير متساو ويرجع ذلك الى ان نسبة الطول للوزن كبيرة. وخلال هذه المرحلة تبدأ احتياجات كل وحدة من وزن الجسم في الانخفاض والاحتياج لبعض العناصر الغذائية عاليا كما يصاحب المرحلة التفاوت في فقد الشهية بين فترة وأخرى تبعا لبطء النمو ونمو القدرات الحركية والسلوكية. ويبدو الجسم متناسقا وتستطيل الاطراف، خاصة الارجل فيظهر شكل الطفل نحيفا وهو ما يقلق الاسرة لجهلها بطبيعة نمو هذه المرحلة.

وتختلف الاحتياجات الغذائية حسب الجنس والسن والحالة الفسيولوجية والصحية وتكون الاحتياجات اليومية كالتالي:

ـ الحليب ومنتجاته: 4 وحدات، كوب من الحليب أو لبن أو قطعة من الجبن.

ـ اللحوم وبدائلها: 3 وحدات، قطعة لحم، بيضة، 2 الى 4 ملاعق زبد اللوز، ثلاثة ارباع كوب بقول.

ـ الفاكهة والخضر: 4 وحدات، نصف كوب عصير، ربع كوب خضر، قطعتا فاكهة.

ـ الحبوب ومنتجاتها: 4 وحدات ، شريحة خبز، 4 الى 6 ملاعق رز أو حبوب مطهية، نصف كوب حبوب جافة.

وعن الحلول للمشاكل الغذائية التي تصادف طفل هذه المرحلة قالت الاختصاصية البندري عبد الرحمن ان أكثر ما يواجه الأم هو فقدان الشهية لدى الطفل والحل هو تقديم الطعام بكميات صغيرة على فترات وبشكل جذاب وعدم الزامه بالأكل على المائدة وقت الوجبات العائلية وعدم تأنيبه أو القسوة عليه لتناول الطعام حتى لا ينعكس ذلك سلبا على مدى تناوله للطعام، كما ان الاضطرابات المعوية وآلام المعدة تنتج من التحسس للاغذية عالية المحتوى من الدهون، ولذلك ينصح بالتقليل من الاغذية الدسمة وعالية الالياف، كما ان التأثر بالاعلانات والدعايات كاتجاه وسلوك غذائي خاطئ من المشاكل الكبيرة التي تواجه الام. ورغم ان هذه العادة غير مؤذية على المدى القصير، ولكنها كما وصفها أحد الاطباء العالميين تعرض ملايين الاطفال لما يسمى السبب الثاني للموت الذي يمكن تفاديه.

وذكرت ان تلبية رغبات الطفل في هذا السن من قبل الوالدين يعرضه على المدى البعيد للبدانة. وتذكر اختصاصية التغذية بالمركز التخصصي ديان كنج بهذا الخصوص ان أكثر من نصف عدد السكان يعاني من مشكلة زيادة الوزن، وهذا العدد يتصاعد بشكل ثابت منذ 30 سنة. وحسب آخر الاحصائيات لمجلة طبية متخصصة فإن 13 في المائة من الاطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 11 عاما و 14 في المائة من المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 19 سنة يعانون من مشكلة في زيادة الوزن ويعتقد كثير من الناس بأن تخفيف كمية الدهون في الغذاء عند الاطفال من الممكن ان تؤخر نموهم، ولكن هذه فكرة خاطئة فبعد سن الطفولة المبكرة فإن ما يأكله الطفل يؤثر في وزنه مدى العمر فتكوين الخلايا الدهنية لدى الانسان تكون في فترتين من عمره في الطفولة المبكرة وفي سن المراهقة واستخدام الدهون في هاتين الفترتين دون مقياس أو مراقبة تجعل الخلايا تتوسع وتتكدس ويزيد عددها ويصعب في سن لاحقة التخلص منها، مما يعرض الاطفال الى امراض كان من الممكن تلافيها كآلام المفاصل والظهر والسكري والقلب. وهنا يكون الحل هو الغذاء الصحي والمتوازن، مشددة على ان تناول وجبات متوازنة لا يعني الحرمان، ولكن منح الطفل احتياجاته المرحلية من الطعام من دون مبالغة مع عدم الانصياع لطلباته وتشجيعه على تناول الطعام الطازج والاكثار من شرب الماء الذي يحارب الدهون في الجسم.