جهاز صغير لتطويل العظام المكسورة

الجهاز الجديد يقلل نسبة حدوث الالتهابات * يمكن للمريض أن يتحكم بالمحرك بهدف تحديد نسبة التطويل * يمكن تطويل الإنسان بمقدار 5 سنتيمترات خلال 50 يوماً

TT

يكفي جرح طوله 2 إلى 3 سم، في بشرة الانسان لتطويل كل من عظم الفخذ وعظم الساق بمقدار 5 إلى 6 سم وبواسطة المسامير الجراحية. ويمكن تحقيق هذه النتيجة دون الحاجة الى عمليات طويلة تستخدم القلاووض والالواح الخارجية المثبتة للكسر، وانما باستخدام محرك صغير (منمنم) يمكن زرعه في موضع التحام الكسر.

ومعروف ان جراحي العظام بحاجة اليوم الى الالواح المثبتة الخارجية حين اجرائهم لعمليات تطويل العظام، وهي عملية لا تخلو من مثالب: اذ يتعين على المريض ان يحتفظ بهذه الالواح المؤلمة والمزعجة لفترة طويلة اولا، ثم يقع عليه ان يتحمل احتمالات التهاب المواضع التي تخترق فيها الالواح الجلد.

وهذه هي الاسباب التي دفعت جراحي جامعة لودفيغ ـ ماكسميليان في ميونيخ، لبدء مشروع البحث عن بديل الكتروني للعملية منذ عام 1988.

وتوصل الجراحون في ميونيخ الى تصميم مسمار المفاصل، الذي يحمل اسم «مسمار الخلع» Distraction Nagel، كما نجحوا منذ سنوات في زرعه في المفصل داخل نخاع العظمين اللذين يشكلان المفصل ومن ثم تحريكه خارجيا. واستخدم جراحو العظام محركا صغيرا للتحكم بالمسمار وجعله يعمل على مد المسافة بين عظمي الفخذ والساق بالتدريج وبالقدر الذي يريده المريض.

وتم تطوير المسمار بشكل افضل بالتعاون مع شركة فيتينشتاين ـ انتينس، التي طورت المسمار والمحرك، تاركة للجراحين مهمة تحسين تقنية اجراء العملية وكيفية شق الجلد لدس المسمار بين نخاعي عظمي الفخذ والساق.

وذكر البروفيسور راينر باومغرات، من جامعة قسم جراحة العظام في المستشفى التابع لجامعة لودفيغ ـ ماكسميليان، ان من الممكن اجراء عمليات تقويم العظام وتصحيح الاخطاء في التئام العظام في ذات الوقت المخصص لدس المسمار في المفصل. وأكد باومغرات 70 عملية ناجحة قد اجريت في جامعته من بين 100 عملية تطويل عظام ناجحة اجريت باستخدام المسمار والمحرك الصغير في العالم.

والمثير في الامر هو ان بإمكان المريض نفسه ان يتحكم بمسمار الخلع وهو في منزله باستخدام المحرك الصغير. وهذا يعني تقليل ايام بقاء المريض في المستشفى واشراكه بفعالية في تحقيق امنيته. ويستطيع المريض مثلا ان يتحكم ليلا بالمسمار وينشط المحرك المزروع في قدمه، وبالتالي تطويل عظامه قليلا، بواسطة جهاز ارسال صغير.

ان غلق الجرح والتحكم بالمحرك من الخارج يعني تقليل احتمالات الالتهاب الى حد كبير، كما يؤهل المريض للاستحمام بشكل طبيعي واستخدام رجله المصابة بشكل جزئي، ويسع المريض تطويل عظمي رجله بمقدار مليمتر واحد يوميا وصولا الى الرقم المطلوب في النهاية، كمثل 3 سم خلال 30 يوما. ويحتاج الانسان بعدها الى وقت اضافي يعادل 2 إلى 3 مرات وقت تطويل المسمار كي تنضج العملية ويزول خطر المضاعفات.

ويشير باومغرات الى ان الطريقة تؤهل الطبيب لتطويل عظام مريضه بمقدار 5 سم خلال 50 يوما وتصلح للعمليات التقويمية بعد الحوادث الخطيرة، كما تصلح لتطويل بعض قصار القامة حسب رغبتهم. وتكلف عملية مسمار الخلع، مع المحرك وجهاز الارسال الخارجي، حوالي 80 ألف يورو.