استشارات طبية

بإشراف الدكتور إسماعيل الخطيب

TT

* التهاب الكبد

* أنا رجل ابلغ من العمر 40 سنة، واعاني من التهاب في الكبد منذ سنتين وقد حذرني الاطباء من ان اصاب بالسرطان. فما هي انواع التهاب الكبد الوبائية وما اختلاطاتها؟

رياض شحرور ـ السعودية ـ يعتبر التهاب الكبد الوبائي بالفيروس B والفيروس C، من اكثر التهابات الكبد خطورة على الانسان رغم وجود مجموعة اخرى يمكن ان تصيب الكبد مثل الفيروس A والفيروس D والفيروس E، تكمن خطورة الالتهاب في تحوله الى الشكل المزمن ويمكن ان يؤدي الى اختلاطات مهمة مثل سرطان الكبد وتليفه الحاد او المزمن او التهاب الكبد الصاعق. وقد كانت المعالجات الفيروسية المتوفرة محدودة التأثير في خفض شدة هذا النوع من الالتهاب.

واشارت الاحصائيات الحديثة الى ان هناك ما لا يقل عن 40 مليون اصابة التهاب كبد وبائي بالفيروس C حول العالم، و10 في المائة من هذه الاصابات يمكن ان تتحول الى اصابات مهمة وخطيرة، ويمكن ان يتحول الالتهاب الى الشكل المزمن في 50 في المائة من الحالات. ورغم ذلك يتفاءل الاطباء للسيطرة على الاصابات الكبدية، خاصة بعد ظهور زمرة من الادوية الجديدة، بهدف معالجة الامراض الفيروسية المستعصية. فقد وجد في الدراسات السريرية ان دواء Lamivudine يعطي نتائج ممتازة في معالجة التهاب الكبد الوبائي، اضافة الى ان تأثيراته الجانبية قليلة مقارنة مع بقية الادوية الفيروسية. كذلك بين الاطباء في دراسة سريرية مطولة انه يمكن السيطرة على التهاب الكبد الفيروسي C بواسطة الفلوبولينات المناعية من نوع «انترفيرون»، وهي مادة بروتينية تفرزها الخلية لمكافحة الفيروسات ومنع وصولها الى النواة، مضافا اليه دواء Ribavirin.

هذه المعالجات تمنع من تكاثر الفيروس داخل الخلايا الكبدية، وتحسن من انزيمات الكبد والبنية النسيجية لدى المرضى المصابين. ووجد الاطباء ان استخدام هذه الادوية بشكل مفرد يؤدي الى ايقاف استنساخ الفيروسات من قبل الخلايا الكبدية، لكن وللاسف لا تستطيع هذه الادوية القضاء على المصدر الفيروسي الاساسي، لذلك فان عودة الالتهاب واردة جدا بعد المعالجة وللسيطرة على الالتهاب يحتاج الامر الى اعطاء الادوية لفترة طويلة من الزمن قد تصل الى 12 شهرا، وهذا من شأنه ان يزيد من امكانية تطوير الفيروسات لمقاومة تلك الادوية. فقد وجد في بعض الدراسات ان مقاومة الفيروس للادوية قد تصل الى 14 في المائة في بعض الحالات. واشار الباحثون الكنديون الى ان اعطاء اكثر من نظام دوائي في آن واحد يساعد على تخطي مشكلة ظهور مقاومة للفيروسات ضد الادوية وينتظر العلماء حاليا نتائج المرحلة الثالثة للتجارب السريرية التي بدأت العام الماضي، حيث تتم تجربة بروتوكولات عديدة من الادوية، منها اعطاء دواء Lamivudine ودواء Famciclovir معا او اعطاء دواء Lamivudine والانترفيرون ألفا معا او اعطاء دواء Adefovir ودواء Lobucavir معا.

وأوصى المعهد الوطني الاميركي لمعالجة الوبائي بإعطاء الانترفيرون الفا لمعالجة التهابات الكبد من نوع C مع احد الادوية المذكورة لمدة ثلاثة اشهر، بعدها يراقب المريض وتجرى له تحاليل دموية، فإذا كانت الاستجابة جيدة، اي تحسن المريض، يستمر المريض بأخذ العلاج لمدة سنة كاملة، وقد اكتشف العلماء اخيرا مركب البروتياز الموجود على سطح الفيروس C ويعتقد العلماء ان ذلك سيساعد كثيرا على ايجاد معالجات فعالة جديدة لمكافحته. ومن المتوقع تطوير لقاح فعال ضد المرض من شأنه ان يقلل نسبة الاصابة بالفيروس. واذا حدثت الاصابة تكون مخففة ولا ينتج عنها التهاب كبد صاعق او شديد.

وحذر الاطباء من التهابات الكبد الوبائية لكونها شائعة الانتقال عن طريق الممارسات الجنسية المحرمة وعن طريق وخز الابر ونقل الدم والولادة واستخدام الادوات الحادة الملوثة. ويفضل اجراء اللقاحات المطلوبة من اجل زيادة مناعة الجسم ضد هذا الفيروس. ويعطى اللقاح غالبا على ثلاث جرعات متتالية، واذا لم تظهر اضداد مناعية في الجسم بعد اللقاحات الثلاثة تعطى جرعة داعمة من اللقاح في وقت لاحق.