تطوير لقاح مضاد لالتهاب الدم وتجرثمه

TT

نجح علماء معهد ابحاث سكريبس في لاجولا في تطوير لقاح مضاد لالتهاب الدم وتجرثمه الذي يصيب الملايين سنويا على المستوى العالمي. وكتب العلماء في مجلة «الكيمياء التطبيقية» المختصة ان اللقاح نجح في انقاذ الفئران المخبرية من مضاعفات التهاب الدم التي قد تنهي حياة المصاب احيانا. ويأمل الباحثون في تجربة اللقاح على الانسان في مستقبل قريب.

ويتميز التهاب الدم بحصول صدمة للانسان يسببها السم الداخلي Endo toxin يكون في اغلب الاحيان مركبا كيماويا من افراز بعض البكتيريا. ويقول العلماء ان جزيئات السم ليست خطيرة على حياة الانسان بحد ذاتها، لكن الخطير في الموضوع هو الكيفية التي يتصرف بها جهاز المناعة الجسدي ردا على تفاعلات هذا السم.

يجند جسم الانسان، العديد من الخلايا في مواجهة أي هجوم بكتيري خطير، كما هو الحال بسبب البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا. وبين الخلايا الدفاعية التي يجري تنشيطها هناك كريات الدم البيضاء، خصوصا الخلايا البلعمية الكبيرة Macrophages التي تتولى تحطيم البكتيريا الدخيلة وسمومها. وتفرز هذه الخلايا مواد معينة في المناطق المصابة بهدف اثارة تفاعل التهابي دفاعي، إلا ان جسم الانسان لا يمتلك حدودا للعملية الالتهابية وقد يشتد فعل السم الباطني الى حد يجعل الخلايا البلعمية الكبيرة تفرز المواد الالتهابية المضادة بكميات قاتلة الى دم الانسان المصاب. احدى اخطر هذه المواد التي تفرزها الخلايا البلعمية هي عامل TNF-alpha.

ويقول الباحث كيم جاندا وزملاؤه من مركز ابحاث سكريبس انهم توصلوا الى لقاح مضاد لالتهاب الدم يمكن استخدامه بفعالية كما هو الحال مع لقاحات الحصبة والجدري وشلل الاطفال. ونجح هذا السم الصناعي المضاد، حسب تقديرات جاندا، في محاكاة سم باطني للبكتيريا يطلق عليه اسم Lipid A وعمل في الفئران المخبرية على خفض التفاعلات الالتهابية الناجمة عن سموم البكتيريا.

نجح اللقاح في خفض مستوى TNF-alpha في الدم بنسبة %95. ويجد الباحثون الفرصة سانحة لتطوير هذا الاكتشاف وانتاج لقاح يعمل ببطء على خفض الالتهابات السمية في الدم. ويمكن زرق المرضى بهذا اللقاح قبل اجراء العملية بهدف تحصينهم ضد التهابات الدم المحتملة.

وسبق لدراسات اوروبية نشرت في مارس (آذار) الماضي في مجلة «نيو انجلاند» ان عملت على الاستفادة من المواد المضادة لـ TNF-alpha في خفض نسبة الوفيات بسبب التهاب الدم التي ترتفع الى %50 من المصابين. وذكر البروفيسور كونراد راينهارت من جامعة ينا الالمانية، انه وفريق عمله جربوا استخدام الاجسام المضادة لمادة TNF-alpha على 2600 مريض ونجحوا في خفض نسبة الوفيات بنحو %3.4، وارتفعت نسبة النجاح في حالات تسمم الدم الخفيفة الى %6.9.

واثبتت تجارب اوروبية أخرى امكانية تحسين نتائج استخدام الاجسام المضادة لـ TNF-alpha عن طريق مزاوجة العلاج باستخدام الهيدروكورتيزون. ونجح هذا العلاج في خفض الوفيات بسبب حالات الصدمة الناجمة عن تسمم الدم.

كما حقق الباحثون نجاحا مهما على طريق مكافحة تسمم الدم من خلال استخدام البروتين سي. البشري الذي ثبت انه يعرقل تخثر الدم، كما يهاجم السموم الباطنية. وشارك في الدراسة 164 مركزا للابحاث من 11 دولة اوروبية، وشمل حوالي 1700 مريض يعاني من التهاب الدم. وظهر من الدراسة ان العلاج بهذا البروتين عمل على خفض الوفيات بين المرضى بنسبة %20 مقارنة بالوفيات بين مرضى مجموعة المقارنة.