اكتشاف مادة طبيعية قد تكون مفتاحا لعلاج سرطان البنكرياس

TT

يعتبر سرطان البنكرياس من أكثر الاورام المعروفة فتكا بالانسان لأن فرصة الحياة بعد تشخيصه بخمس سنوات لا تتعدى 2 إلى 4%. وتعود أهم اسباب عجز الطب عن معالجة هذا السرطان الى «صمته» وتأخر المرضى والاطباء في تشخيصه والكشف عنه.

وكشف بحث الماني جديد عن مادة من داخل خلايا جسم الانسان تلعب دورا مهما في نشوء سرطان البنكرياس وفي تعزيز مقاومة خلاياه لأنواع العلاج المعروفة. ويبدو ان اسم هذه المادة المهمة، التي قد تكون مفتاح علاج جديداً لسرطان البنكرياس، هو العامل النووي NF-KappaB. وكان قسم البحوث في شركة نوفارتس الاميركية المعروفة قد منح شهادة الدكتوراه الى الدكتور الكسندر ارتل، من جامعة كريستيان البريشت في كيل، يوم 11/9 الماضي تقديرا لجهوده في تشخيص هذه المادة.

ويقول ارتل ان مادة NF-KappaB تلعب من جهة دورا فسيولوجيا مهما في العمليات الالتهابية التي تجري في الجسم البشري، كما تلعب دورا مهما آخر في نشوء ونمو واستمرار الخلايا السرطانية المشوهة حينما يرتفع مستواها في الجسم الى حد كبير، ويركز الدكتور ارتل وفريق عمله على كشف الآلية التي يعمل بها وتقود الى نشوء الخلايا السرطانية في البنكرياس.

ويخطط فريق العمل مستقبلا لبحث امكانية استخدام مزيج من المواد الكابحة لهذه المادة، الى جانب العقارات المضادة للسرطان، في تطوير طرق علاجية أنجح لسرطان البنكرياس، ويرى باحثو جامعة كيل ان نتائج الابحاث القادمة ستكون حاسمة في تاريخ البحث عن مواد كفيلة بوقف تقدم سرطان البنكرياس.

ومعروف ان سرطان البنكرياس غالبا ما يكتشف في مرحلة متقدمة وان هذا هو سر عدم اللجوء الى الاستئصال الجراحي الا في 10 الى 15% من الحالات، كما انه سر ضعف نسبة نجاح هذه العمليات الجراحية. كما لا يعرف الطب حتى الآن اي علاج كيمياوي لأورام البنكرياس.

وكان فريق عمل من جامعة غوتنغن الألمانية توصل في دراسة سابقة الى وجود علاقة بين سرطان البنكرياس وحصى المرارة والتهابها. وذكر الدكتور ميخائيل قادمي امام مؤتمر للجراحين الالمان في برلين ان على من يعاني من آلام في أعلى البطن مصحوبة بحصى المرارة ان يعمد فورا لاستئصال مرارته لأن سرطان البنكرياس يتخفى في 10% من هذه الحالات وراء هذه الاعراض.

وشملت الدراسة 186 مريضا يعانون من سرطان البنكرياس وثبت من خلالها ان 17 مريضا قد اخضعوا لعمليات استئصال مرارة قبل سنتين من تشخيص اصابتهم بالسرطان. ويؤكد قادمي ان فريق البحث تأكد من ان القضية لدى المرضى الـ 17 لم تكن تدور حولى حصى مرارة فحسب وانما حول سرطان بنكرياس متخف ايضا. ويبدو ان الاطباء فشلوا تماماً في كشف الاعراض الاخرى التي تشير باصبع الاتهام الى السرطان وليس الى حصى المرارة. وثبت ان 9 مرضى من 17 سجلوا انخفاضا في الوزن يتراوح بين 4 و12 كيلوجراما لم ينتبه له الاطباء، اسوة بتغيرات سونوغرافية شملت قمة البنكرياس.

وطبيعي فقد عانى مرضى سرطان البنكرياس المموه بحصى المرارة من عواقب التأخر في تشخيص المرض. وكانت نسبة الذين خضعوا لعمليات استئصال لاحقة من سرطان البنكرياس هي 35% مقارنة بالآخرين 44% وهذا يعني أن حظ بعضهم في الحياة كان أقل. وظهر ايضا ان عمليات استئصال المرارة لم تنفعهم كثيرا في تقليل اعراض السرطان وتقدمه.

وتؤكد نتائج دراسة ميخائيل قادمي احصائية نشرها المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة تقول ان 15% من مرضى سرطان البنكرياس اخضعوا لعمليات استئصال المرارة قبل عام من تشخيص اصابتهم.