استشارات طبية

بإشرلف الدكتور إسماعيل الخطيب

TT

* اختيار جنس الجنين

* أنا رجل عمري 45 سنة، رزقت بخمس فتيات، وأرغب بإنجاب ولد فهل هناك طريقة لذلك؟

أبو محمد ـ السعودية

* ـ هناك نقاش حول «اخلاقية» طريقة «الانتقاء الكروموسومي» او عدمها. وهي طريقة تعتمد فصل الكروموسومات الذكرية عن الانثوية بواسطة اجهزة الطرد المركزي، بغية مساعدة الاهل على اختيار جنس الجنين المرغوب.

ويشارك الاطباء في دراسة دولية حول الموضوع، تشمل 3 آلاف امرأة، يقيمها معهد اميركي، وهدفها تقصي موثوقية طريقة «الانتقاء الكروموسومي». اذ ترسل حيامن المهتمين الى اميركا، حيث يتولى الخبراء هناك فصل الكروموسومات بواسطة اجهزة الطرد المركزي، ثم يعيدونها كي تخضع النساء الراغبات الى عملية الاخصاب الانتقائية.

ويفترض ان تكون اجهزة الطرد المركزي قد فصلت الكروموسومات الانثوية عن الذكرية، مستفيدة من حقيقة ان الكروموسومات الانثوية X، هي اقل واكبر من الكروموسومات الذكرية. وهذا يعني ان عملية الطرد المركزي Centrifuge ستفصل الكروموسومات الانثوية في الاسفل بسبب ثقلها.

تجري بعدها عملية الاخصاب في الاوساط الخارجية ثم زراعة الجنين في الرحم، حيث تدفع المرأة الراغبة مبلغ 6300 يورو لقاء الاخصاب ومبلغ 6 آلاف يورو اضافيا لتحديد جنس الجنين المرغوب به. تبلغ دقة الاختيار 85 في المائة.

وهناك طريقة أخرى تعتمد على انتاج جنين ذي 4 خلايا في المختبرات ثم اخذ خلية من ذلك الجنين للتأكد من جنسه، فإذا كان ذكرا يمكن زراعته في الرحم.

* تشنج القولون

* أنا رجل ابلغ 40 سنة من العمر واعاني من آلام بطنية شديدة عندما اتعرض لمواقف نفسية شديدة، وقد اصابتني نوبة حادة منذ شهر، حيث دخلت على اثرها المستشفى وبعد التحاليل قال لي الاطباء انني اعاني من تشنج القولون. فبماذا تنصحونني؟

(علي ـ السعودية)

* ـ تعتبر متلازمة القولون المتهيج، اشيع الاضطرابات الهضمية في العالم، وان ما يزيد عن 30 الى %40 من الاشخاص الذين يراجعون العيادات الهضمية يعانون من متلازمة القولون المتهيج.

واعراض هذا الداء هي ألم بطني او عدم ارتياح يرافقه امساك او اسهال، ومن الاعراض الأخرى النفخة والتغوط المخاطي، الاعراض اما ان تكون خفيفة ومتقطعة او شديدة ومستمرة ومعقدة تعيق المرضى عن ممارسة عملهم ونشاطهم اليومي. فهذه المتلازمة قد تؤثر بشكل كبير في نوعية حياة المرضى، وبما ان الاعراض هي في معظمها من النوع الذي يخجل الناس من التحدث حوله، فإنهم يعانون من مرضهم بصمت.

وكان يعتقد في الماضي بأن هذه المتلازمة هي من الاضطرابات الجسمية النفسية، ومن السهل تفسير ذلك، اذ ان الجهاز الهضمي هو مرآة لحياتنا. في حين كانت تعزى الاعراض الى الشدة او مشاكل نفسية أخرى، إلا ان هذه المتلازمة هي حالة حقيقية تماما.

وفي الوقت الحاضر، بين الباحثون وجود حساسية زائدة في الامعاء، وبذلك يمكن للشدة والاطعمة وعوامل أخرى ان تفاقم متلازمة القولون المتهيج، لكنها لا تسببها. والسبب الحقيقي لهذه المتلازمة غير معروف، ولكن التفكير الحالي يشير الى ضلوع الجهاز العصبي للامعاء، الذي اطلق عليه العلماء اسم الدماغ الثاني، وهو جهاز عصبي لا يقل تعقيدا عن الدماغ. وكما هو الحال في الدماغ يلعب السيروتونين العصبي للسبيل الهضمي دورا مهما، اذ يوجد حوالي %95 من السيروتونين في الامعاء %2 فقط في الدماغ والباقي يوجد في الصفيحات الدموية. وقد وجد ان بعض مضادات الكآبة فعالة في معالجة متلازمة القولون المتهيج ويعود ذلك لعلاقتها بالسيروتونين.

وبسبب وجود كمية كبيرة من السيروتونين في الامعاء، تكون الجرعات الفعالة من مضادات الكآبة لمعالجة هذه المتلازمة اقل من الجرعات المستخدمة في معالجة الاكتئاب. وقد نشرت دراسات كثيرة حول فعالية مضادات الكآبة الثلاثية الحلقة في معالجة متلازمة القولون المتهيج، الا انه لم تنشر اي دراسة حول فعالية مضادات الكآبة المعروفة بمثبطات عود اقتناص السيروتونين الانتقائية، لكن هذه المثبطات تستخدم سريريا لمعالجة متلازمة القولون المتهيج، وقد حققت الراحة لبعض المرضى.

وربما يعاني مرضى متلازمة القولون المتهيج من ألم وعدم ارتياح بعد الطعام لأن الاكل يحرض الامعاء، وربما يكون لدى بعض المرضى عدم تحمل لبعض الأغذية، الامر الذي يؤدي الى تفاقم الاعراض عند تناول هذه الاطعمة. وهنا يكون من المنطقي استبعاد كل تلك المأكولات، وينصح بشكل عام بحمية غنية بالألياف، فالألياف تمتص السوائل، وتجعل البراز اكثر تماسكا اذا كانت المشكلة هي الاسهال، اما في حالة الامساك، فإن الألياف تجعل الكتلة البرازية اكثر ليونة واسهل عبورا. ومن المهم ايضا شرب كميات كافية من السوائل، زد على ذلك ضرورة اتباع حمية قليلة الدسم لأن الاطعمة الدسمة تؤدي الى حدوث مزيد من المغص والتشنج.

وفي حين ان متلازمة القولون المتهيج لا تنجم عن القلق والكآبة، الا ان هذه الحالات تفاقم المتلازمة لدى الاشخاص المستعدين. لذلك يجب توجيه الاهتمام عند المعالجة نحو كلتا الناحيتين الفيزيائية المعوية، والنفسية، التي تشمل المعالجة السلوكية وتمارين الاسترخاء. فالامعاء مرآة لانفسنا تتوتر وتتشنج لكآبتنا وحزننا وتسترخي لفرحنا وسعادتنا.