مرافق إلكتروني لتحديد مكان المرضى المصابين بالخرف ومرض الزهايمر

TT

ابتكرت شركة أميركية «جهازاً رقمياً حارساً» لمراقبة ومتابعة الوضع الصحي لمرضى الزهايمر، قالت عنه انه سيحسن حياة المرضى الى حد كبير ويوفر لهم أمانا وحرية تنقل أكبر.

وحسب مصادر شركة ديجيتال انجيل (Digital Angel)، فإن «الجهاز الإلكتروني الحارس» سيسمح لمرضى الزهايمر بالعودة إلى بيوتهم بدلاً من وضعهم في المصحات والبيوت الخاصة تحت الرقابة الدائمة. و«الجهاز الرقمي» عبارة عن جهاز إرسال صغير يزرع تحت الجلد ويعمل على تحديد موقع الشخص بدقة وسرعة. وهذا يعني انه من الممكن العثور على المريض بسرعة إذا ضاع أو إذا كان بحاجة إلى مساعدة وهو ما يخفف من أعباء الأهل أو الممرضات الراعيات له.

ويعاني معظم مرضى الزهايمر، في مراحله المتقدمة، من نزوع لا يقاوم الى الحركة والتنقل ويعرضون انفسهم في هذه الحالة الى مصاعب، ربما أن أقلها الضياع، ناهيك عن حوادث السيارات وغيرها، بل ان الاطباء رصدوا طوال السنوات الماضية ارتفاع نسبة الموت بين مرضى الزهايمر بسبب ضياعهم وتعرضهم إلى مختلف الحوادث، كما سجلت المصحات والمستشفيات حصول العديد من حوادث الضياع والاصابات بين المرضى على الرغم من الرقابة والرعاية الدائمتين.

ويعمل الجهاز حسب النظام العالمي لتحديد المواقع Global Positioning System (GPS)، المستخدم في السيارات، لكن بشكل مصغر. ويتكون الجهاز الصغير من مرسل يعمل ببطارية صغيرة يتم زرعه من خلال عملية جراحية بسيطة في الظهر او خلف العضد. وستقوم الشركة الأميركية المصنعة بعرض النموذج الأول من الجهاز على الصحافيين في نهاية هذا العام.

ويمكن قراءة موقع المريض على شاشة كومبيوتر. وقامت الشركة بزراعته لدى 8 أشخاص بينهم اثنان من مرضى الزهايمر. وتشير النتائج الأولية الى نجاح تام في تحديد موقع المريض وفي التخفيف عن كواهل عوائل المرضى، كما تمت زراعة شريحة الجهاز تحت جلود الحيوانات الأليفة وتمكن النظام من كشف مواقع الحيوانات الضائعة بدقة حسب مصادر الشركة.

وسبق لشركة ديجيتال انجيل، ان طرحت جهازاً محمولاً لتحديد المواقع بحجم الحاسبة الإلكترونية الصغيرة ويعمل حسب المبدأ نفسه. ويمكن استخدام هذا الجهاز في الجاسوسية بالطبع، كما يمكن استخدامه في تحديد مواقع أطفال المدارس التائهين والمخطوفين.

وصدر أول رد فعل طبي على الجهاز من سويسرا، حيث شكك لورينت دوكاس، بمدى استفادة المرضى وعوائلهم من «الملاك الرقمي». وعبر دوكاس، من مستشفى جامعة بازل، عن قناعته بضرورة وضع مرضى الزهايمر في عيادات خاصة وتحت رقابة دائمة. إذ قد لا يكون الجهاز أحياناً بالسرعة المطلوبة لإنقاذ حياة مريض أو منع الحوادث عنه.

وذكر دوكاس ان مرضى الزهايمر بحاجة إلى حركة ومن الضروري ان تتاح لهم حرية الحركة، لكن، ومن جديد، في أماكن مسيجة لا تتيح فرصة الضياع. عدا ذلك فإنه من غير المستحسن ان يتنقل مرضى الزهايمر بين أماكن مختلفة، لأن اختلاف الأماكن يمكن أن يشوشهم اكثر. وسبق للأطباء البريطانيين أن تناولوا قضية مراقبة المرضى إلكترونيا من ناحية اخلاقية، وكتب هؤلاء الأطباء في «بريتيش ميديكال جورنال»، ان القرارات التي تمس حرية المريض الشخصية يجب أن ينظر إليها من الناحية الأخلاقية وإن كانت باستخدام تكنولوجيا تعين المرضى وذويهم.