60 % من ضحايا «موت الطفل المفاجئ» كانوا ينامون على بطونهم

TT

يتأكد يوما بعد يوم ان تنويم الرضيع على البطن هو احد عوامل «الموت المفاجئ للطفل» الى جانب عناصر المجازفة الاخرى مثل التدخين والتوقف عن رضاعة الصدر وتلوث المرتبة التي ينام عليها الطفل.

وتشير دراسة حديثة أعدها معهد الصحة الوطني في الولايات المتحدة ان 60% من الاطفال الذين وافهم الاجل بسبب «الموت المفاجئ» في الاشهر الاولى من عمرهم، كانوا ينامون على بطونهم. هذا مع ملاحظة ان %20 من اهالي الاطفال ما زالوا يستخدمون طريقة التنويم على البطن رغم تحذير المختصين من علاقة هذه الطريقة بالموت المفاجئ الذي يخطف حياة الاطفال.

ويقول البروفسور جيمس ماركس الذي قاد فريق العمل، ان غالبية حوادث الموت المفاجئة حدثت في الاشهر الاربعة الاولى من حياة الاطفال. كما كشفت الدراسة عن ناحية اخرى لم ينتبه اليها الخبراء سابقا وتتحدث عن حصول 46% من هذه الحوادث في فصل الشتاء. وأكد ماركس تحذيره الى اهالي الاطفال من خلال تقريره الذي نشر في مجلة «بيدياتريكس» حينما كتب: «ينبغي ان لا نتجاهل ابدا في التأكيد على اهمية تنويم الطفل على ظهره».

ويقول ماركس ان تأكيد الطب في السنوات الاخيرة على ضرورة تنويم الطفل على ظهره او بوضع ثابت على جنبه، ادى الى تقلص حوادث موت الطفل المفاجئ بشكل مؤثر. وانخفض عدد حوادث الموت المفاجئة بين الرضع من 1.6 لكل 1000 طفل في الثمانينات الى مجرد 0.7% عام 2002.

وتوصل الدكتور توماس بايانوفسكي من جامعة مونستر الطبية في المانيا التي تشهد موت نحو 500 طفل سنويا بسبب هذه الظاهرة الخطيرة، الى نتائج مماثلة. وتولى بايانوفسكي تحليل حوادث موت الطفل المفاجئ، وتقصي اسبابها، في 19 مركزا المانيا للطب العدلي. ولا زالت الدراسة بانتظار ظهور التحليل النهائي لموت 455 طفلا في العام المقبل، الا ان التحليلات الاولية، حسب رأي بايانوفسكي تثبت وجود نسبة عالية من حالات الموت المفاجئ بوضع النوم على البطن.

واذ يتفق بعض الاطباء على تحميل نوم البطن مسؤولية عن موت الطفل المفاجئ الا انهم يختلفون في تحليل كيفية حصول هذا الموت. ويعتقد البروفسور جورج ريشرسون، من جامعة بال، كمثل، ان لذلك علاقة بمدى نمو وتطور خلايا الدماغ. ويفسر ريشرسون الحالة على انها تحفيز للمستقبلات الكيمياوية المسؤولة عن التنفس بواسطة ارتفاع نسبة ثاني اوكسيد الكربون في الدم. وطبيعي فإن البروفسور يعتقد جازما ان النوم على البطن يقلل نسبة الاوكسجين حينما يضغط الطفل أنفه وفمه لااراديا على الوسادة.

وعادة تسجل مستقبلات التنفس ارتفاع نسبة ثاني اوكسيد الكربون في الدم فيتنفس الطفل بعمق، ثم يستيقظ برهة من النوم، ويدير رأسه عن الوسادة فاسحا المجال للهواء امام منخريه وفمه. لكن اخفاق هذه المستقبلات الكيمياوية بسبب ضعف تطور دماغ الطفل يؤدي الى عدم استيقاظه وبالتالي وفاته بشكل مفاجئ. ويضيف العلماء حاليا مرتبة فراش الطفل الى عناصر المجازفة بحصول الموت المفاجئ، وخصوصا حينما تكون هذه المرتبة مستخدمة من قبل طفل آخر من عائلة اخرى. ونشرت المجلة الطبية البريطانية آخر الدراسات التي تشير باصبع الاتهام الى المرتبة في عددها الجديد، ولا زالت طريقة حدوث موت الطفل المفاجئ بسبب المرتبة غير واضحة بالنسبة للطب، الا ان الباحثين يعتقدون ان بقايا البول والقيء والحليب قد تتحول الى عوامل لنمو بكتيريا عدوانية تسبب ارتفاع حرارة جسم الطفل بشكل مفاجئ الى درجة سيئة.