استشارات طبية

بإشراف الدكتور إسماعيل الخطيب

TT

* فتح الرئتين لدى الأطفال

* أنا رجل عمري 40 سنة رزقت بطفل عمره عدة اشهر حاليا، وقد ولد قبل اتمام فترة الحمل بشكل كامل، وعانى من التهابات صدرية، وحسب ذكر الاطباء عانى من انهيار في الحويصلات الرئوية. وحاول الاطباء اجراء المعالجات اللازمة في غرفة الانعاش، حيث تحسنت حالته قليلا، لكن ما زال ابني يعاني من نقص في الاوكسجين. فهل هناك دراسات جديدة حول هذا الموضوع؟.

(أبو صابر ـ السعودية)

* ـ آخر الدراسات في هذا المجال كانت في مجلة «لانست» الطبية الصادرة في بريطانيا التي نشرت بحثا اجراه البروفسور جوزيف زاسادوزينسكي في كاليفورنيا، حيث بين ان هناك مادة صناعية جديدة تساعد على فتح الرئتين لدى الذين يولدون قبل موعد اتمام الحمل، او ما يدعى بلغة الطب بالطفل الخديج.

وهذه المادة الجديدة مركبة من مزيج معدل من المركبات الشحمية الصناعية والبروتينات المستخلصة من الحيوانات وبعض المركبات الببيتدية، وهي سلسلة من الاحماض الامينية التي تحتوي على جذور السكر والازوت. واشارت التجارب المخبرية والسريرية الى ان مادة السورفاكتنت الصناعية البديلة يمكن ان تقلل نسبة الوفيات لدى الاطفال بسبب القصور التنفسي بمعدل 30 الى %50، وتفرز مادة السورفاكتنت بشكل طبيعي لدى الانسان في الخلايا الرئوية من الخط الثاني، ولا تفرز لدى الاطفال في الحياة الجينية الا بعد الاسبوع الثلاثين من الحمل، لكن تكون قليلة جدا. اذ تكون فعالة بعد اكتمال الحمل فقط. لذلك يمكن ان يعاني الاطفال الخدج من قصور تنفسي بعد الولادة المبكرة، كما ينبغي ابقاؤهم في العناية المشددة لمدة شهرين، حتى يتم التأكد من فعالية الخلايا الرئوية وقدرتها على افراز تلك المادة المهمة. وتعتبر مادة السورفاكتنت اهم مادة مسؤولة عن انفتاح الحويصلات الرئوية التي يتم بها تبادل الغازات الهوائية، وتمنع هذه المادة من انهدام الرئتين. وهي مسؤولة عن ليونة ومطاوعة الرئتين لانهما تقودان للانتفاخ بعد فراغهما من الهواء حتى لا يحدث التصاق داخلي في الحويصلات. كذلك تمنع هذه المادة من حدوث التوذم الرئوي او ارتشاح السوائل الى داخل الحويصلات الرئوية وبذلك تبقى الرئتان خاليتين من السوائل، وتقومان بتبادل الغازات بشكل جيد. واذا حدث نقص في هذه المادة لدى الاطفال يمكن ان تحدث اختلاطات متعددة اهمها صلابة في الرئة، ونقص المطاوعة، وانهدام الحويصلات الرئوية، ونقص في تبادل الغازات وحدوث نقص اكسجة عامة، او ما يدعى بنقص الاكسجة المركزية. ويمكن ان يحدث وذمة في الرئة ونزف داخل الحويصلات، وبالتالي قصور تنفسي (فشل الرئتين) والموت.

وقد اشارت الاحصائيات الحديثة الى ان نسبة الاطفال المصابين بمرض القصور التنفسي الولادي كبيرة جدا، اذ وصلت في الولايات المتحدة الى 40 ألف اصابة، وفي بريطانيا الى 10 آلاف حالة. وقد ابتكر الباحثون اساليب جديدة لدراسة هذه الحالة الطبية، فقد استخدم بعض الاطباء نوعا من الابر المغناطيسية لقياس لزوجة المواد الرئوية مع التصوير الشعاعي التألقي FLUORESCENCE. وهذه الاساليب ساعدت الاطباء على قياس توتر الطبقة الداخلية للرئتين، اضافة الى قياس طول السلسلة الشحمية والبروتينية في مادة السورفاكتنت، اضافة الى قياس الحرارة الداخلية. ان معرفة البنية الفعلية لمادة السورفاكتنت سوف تساعد العلماء على انتاج البديل الامثل لهذه المادة الطبيعية، اذ وجد ان سلسلة الكربون لا تتجاوز الـ 16 جزيئا في البنية الطبيعية لتلك المادة، وهذه البنية انسب ما يكون لبقاء الرئتين في حالة ليونة وانفتاح دائم. حاليا يستخدم الاطباء مادتين مختلفتين من السورفاكتنت لمعالجة عسرة التنفس لدى الاطفال، الاولى تدعى Exosurf وهو مركب من مادة Dppc مع مادة hexadecanol ومادة tyloxapol، وهذه المواد ليست لها علاقة مع المركبات الطبيعية الموجودة في السورفاكتنت. اما المادة الثانية فتدعى «سورفانتا» Survanta وهي مادة مأخوذة من رئة الابل.