أربعة آلام مهمة بين 176 نوعا من الصداع

TT

يعاني عدد هائل من البشر من صداع الرأس الا ان نسبة كبيرة منهم، ممن يعانون من آلام مزمنة في الرأس، يمتنعون عن زيارة الطبيب لأسباب مختلفة. ويبدو ان سبب تخلف المصابين عن عيادة الطبيب لا يتعلق بمدى الوعي الصحي للمريض لأن نسبة 50% من المعانين من الصداع المزمن في بلد متطور مثل المانيا لا يعودون الطبيب بحثا عن أسبابه.

وتثبت دراسة جديدة أعدها البروفسور هانز ـ كريستوف دينر، من جامعة أيسن، أن معظم المعانين من الصداع يفضلون زيارة الأطباء المختصين بمعالجة الألم على عيادة طبيب العائلة بالرغم من ان أطباء العائلة قادرون على تقديم كامل المساعدة أثناء التشخيص والعلاج. ونصح دينر المرضى، في محاضرة ألقاها في المعرض الدولي للأجهزة الطبية في دسلدورف (ميديكا)، باللجوء الى طبيب العائلة أولا طلبا للمساعدة في تشخيص ومعالجة آلام الرأس.

وذكر دينر ان طبيب العائلة قادر، من خلال معرفته بأمراض مريضه ومن خلال الأسئلة والأساليب الأخرى، على تشخيص سبب الصداع أفضل من الطبيب المختص. وحسب رأي البروفسور فإن الأطباء المختصين يميلون للبحث عن مصادر الألم عند المريض انطلاقا من المنطقة التي يتخصصون بها (أحد أجهزة جسم الإنسان) وتضيع عليهم مصادر الألم المحتملة الأخرى.

ويعرف الأطباء في العالم نحو 176 نوعا من آلام الرأس حسب تقرير دينر أمام المعرض الطبي الذي يعتبر الأكبر من نوعه في العالم ويقام مرة كل سنتين في دسلدورف. الا ان أهم هذه الآلام وأشهرها وأكثرها انتشارا بين الناس هي: الصداع النصفي (الشقيقة)، الصداع التوتري (الناجم عن التوتر)، والصداع العنقودي (Cluster Headache) والصداع الناجم عن تعاطي الأدوية. ويعاني في المانيا 6 إلى 8% من الرجال من داء الشقيقة في حين تعاني النسوة بنسبة 12 ـ 14% من هذه الصداع الشديد. وتثبت الدراسات الجديدة على الأدوية السائدة في السوق ان الطب صار قادرا بواسطتها على تطويل أمد الفترة الفاصلة بين النوبات ومن ثم السيطرة على الآلام الى حد ما خلال ساعتين. وكانت هذه الصورة تختلف تماما قبل عشرين سنة.

ويعتبر الصداع الناجم عن التوتر، وهو صداع ضاغط يصيب جهتي الرأس، اكثر شيوعا بين السكان من الصداع النصفي. وتشير إحصائية نشرها معهد روبرت كوخ البرليني الى ان 38% من السكان يعانون من صداع توتري بين فترة واخرى (أقل من 15 يوما من الصراع في الشهر) مع نسبة 3% من الألمان ممن يعانون من صداع مزمن ومتكرر.

وأوصى دينر، عند معالجة الألم التوتري، بالابتعاد قدر الإمكان عن الأدوية واللجوء الى الإجراءات الوقائية في المقام الأول واعتماد تمارين الاسترخاء والتمارين الرياضية الخفيفة وبرامج السيطرة على التوتر المعروفة في بعض العيادات والمصحات.

ويتميز الألم العنقودي بنشوء تصور لدى المصاب بأن الألم يبدأ من منطقة في الرأس تقع خلف مقلة العين مباشرة. وتدخل نوبات الألم في فترات فعالية تشتد فيها وتمتد بين اسبوعين الى شهرين وتستمر لفترة قد تزيد عن ساعتين إذا لم يجر علاجها. ويعتقد ان سبب الصداع العنقودي هو التهاب غير بكتيري يصيب الأعصاب ويتطلب العلاج بواسطة عقار تريبتانين واستنشاق الاوكسجين النقي. ويصيب الصداع العنقودي نحو0.1% من السكان في المانيا.