طور العلماء الاميركيون من شركة غلاسكو سميث كلاين المتخصصة بصناعة الأدوية والعقاقير لقاحا لوقاية النساء من عدوى الحلأ التناسلي. وذكر الباحثون ان اللقاح اثبت فعالية كبيرة عند النساء لكنه فشل في وقاية الرجال من عدوى فيروسات الهيربيس. وجرب العلماء اللقاح على 978 امرأة لم يسبق لهن ان أصبن بعدوى الحلأ الفمي او التناسلي ثم تمت مراقبتهن في الممارسات الجنسية مع شركائهن طوال فترة مناسبة. ونجح العقار في وقاية 70% من النساء اللاتي مارسن الجنس مع مصابين بالحلأ التناسلي وكشف بالتالي عن نسبة نجاح عالية.
وأفاد الباحثون من جامعة تكساس ميديكال برانتش في شيكاغو ان التجارب أثبتت فعالية عالية للقاح عند الإناث ولكنها لم تثبت فعاليته عند الذكور. واعتبرت الجامعة التكساسية، في التقرير الذي نشر في «نيو انجلند جورنال أوف ميدسن» ان اللقاح الجديد حقق نجاحا باهرا، رغم مقصوريته على النساء، وتوج 60 عاما من بحث العلوم الطبية عن لقاح مضاد للحلأ التناسلي الذي ينغص الحياة الجنسية لملايين الناس سنويا على المستوى العالمي.
وعمل الباحثون على إنتاج اللقاح من مادتين مختلفتين بهدف منحه قدرات وقائية اكبر ضد فيروسات الحلأ التناسلي. ويعتقد لورنس ر. ستانبيري، رئيس فريق العمل الذي أعد الدراسة، ان هذه التركيبة المزدوجة هي سر فعالية اللقاح عند المرأة وفشلها عند الرجل. فهذه التركيبة تحفز تفاعلا مناعيا قويا في الأغشية المخاطية للمهبل وعنق الرحم ولا تحفز مثل هذا التفاعل في بطانة الجهاز التناسلي الذكري. وقد يعود سبب عدم فعالية العقار عند الرجال، حسب ستانبيري، الى طريقتين مختلفتين يسلكهما الفيروس في اختراق وإصابة جسدي المرأة والرجل. وعلى هذه الأساس تم في هذا العام ايضا تفسير سبب قدرة المطاط الواقي على حماية المرأة وفشله في حماية الرجل من عدوى الحلأ التناسلي.
ويخطط علماء المعهد الوطني للصحة في شركة غلاسكو سميث كلاين، على أساس نجاح التجارب على اللقاح، الى مواصلة تجريب العقار على النساء بغية رفع فعاليته الى نسبة تتجاوز النسبة الحالية 70%. وسيبدأ فريق العمل تجاربه الاختبارية على اللقاح في الأشهر المقبلة على 7550 امرأة تتراوح أعمارهن بين 13 و30 سنة، وسيحتاجون الى 5 سنوات اخرى من البحث والتطوير كي يتمكنوا من إرسال لقاحهم الجديد الى الصيدليات.
وينصح الأطباء المرضى دائما، إضافة الى الطرق العلاجية السائدة، باستخدام المطاط الواقي أثناء ممارسة الجنس لتجنب عدوى الحلأ التناسلي. الا ان دراسة اميركية نشرت اخيرا تكشف، من جديد، بأن الواقي يحمي النساء من العدوى ولا يحمي الرجال منها.
راقب الباحثون 528 زوجا، اختيروا بحيث يكون أحد الزوجين مصابا بالحلأ التناسلي، طوال 18 شهرا وطلبوا منهم استخدام الواقي او عدمه في الممارسة الجنسية. أصيبت في النهاية 18 امرأة من أصل 348 امرأة استخدمت الواقي في 25% من الممارسات الجنسية. هذا بينما أصيبت بالحلأ التناسلي 4 نساء فقط من مجموع 154 امرأة استخدمت الواقي بشكل دائم.
وذكر الباحثون في تقريريهم الذي نشر في مجلة «جاما» ان الواقي لم يحم الرجال من الإصابة بالحلأ التناسلي.