تقنية لتصوير داخل القلب دون مسبار

TT

مات أحد زملاء بيرند اوهنزورغه في فريق الجمناستيك الالماني نتيجة مرض صامت في القلب حينما كان ما يزال في الرابعة عشرة من عمره. ويبدو ان هذا الحدث أثر في حياته الى حد انه تحول الى مجال التقنية الطبية، وخصوصا تقنية الكشف عن أمراض القلب، حينما أنهى دراسته في الهندسة الالكترونية.

وقد نجح اوهنزورغه في التوصل الى أول ابتكار جديد لصالح شركة سيمنز للحلول الطبية حينما نجح مع فريق عمله في تطوير أول تقنية من نوعها لتفحص قلب الإنسان من الداخل من دون الحاجة الى مسبار (ناظور). وهو تطويرجديد، حسب تعبير اوهنزورغه، لتقنية التوموغراف الكومبيوتري Computer Tomography المستخدمة في المستشفيات والعيادات على مستوى عالمي منذ نحو 30 سنة.

وذكر المهندس الشاب ان فريق العمل نجح في تصميم جهاز يستخدم أقل قدر ممكن من الأشعة وقادر على نقل صور عن القلب، بثلاثة أبعاد، خلال 100 ميليثانية. وتتمتع الصور بوضوح كامل وتظهر على شاشة الكومبيوتر مباشرة بكثافة نقطية ترتفع الى 0.5 ميليميتر.

ولغرض أخذ الصور عن القلب يتحرك جهاز للقياس يرتفع وزنه الى طن واحد على جسد المريض في فترة لا تتجاوز 0.4 ثانية. وهذه مزايا تضع الجهاز الجديد أمام الأجهزة القديمة التي تستخدم المسبار، علما بآن جهاز سيمنز الجديد سيغني المريض من عملية إيلاج المسبار الى القلب المحفوفة بالمخاطر كما يختصر الكثير من الوقت والكلفة على الطبيب المعالج.

وبدلا من عملية المسبار التي تنتهي بمضاعفات بنسبة 1% او أكثر، وبعضها خطير، فان الطريقة الجديدة لا تعرض المريض سوى لقدر قليل من الأشعة. وتم تطبيق الطريقة على عشرات المرضى حتى الآن ولم تتسبب بحدوث مضاعفات في أي من الحالات.

وينتظر اوهنزورغه وزملاؤه ان يساعد الجهاز الجديد الطب في تشخيص الكثير من أمراض القلب والشريان التاجي إضافة الى الكشف عن أمراض القلب الصامتة وحالات «المجازفة» التي يعاني منها البعض بدون علمهم. الا ان التقنية الجديدة باتت تغني عن استخدام المسبار في حالات تضيق شرايين القلب، لأن التقنية خاصة بالتشخيص وليس بالعلاج حسب تعبير اوهنزورغة.

وتعتبر أمراض القلب والدورة الدموية من أكثر أسباب الوفيات شيوعا في المانيا. ويموت سنويا حسب تقدير وزارة الصحة نحو 80 الف شخص بالجلطة القلبية. ويستخدم الأطباء المسبار في عملياتهم بشكل مكثف بسبب ارتفاع حالات أمراض القلب في المجتمعات الصناعية، وتشير الإحصائيات الى إجراء نصف مليون عملية مسبار للقلب كل سنة. وتقول وزارة الصحة الألمانية ان هذه النسبة تفوق كافة مثيلاتها في بلدان العالم الأخرى.

ويمكن لهذا الواقع الآن ان يتغير بفضل تقنية التوموغراف الكومبيوترية من سيمنز لأن 50% من عمليات المسبار في المانيا تجرى لأسباب تشخيصية بحتة حسب تقديرات اوهنزورغه. وهذا يعني ان الطريقة الجديدة يمكن ان تغني عن المسبار في التشخيص وان تجنب 50 الف انسان سنويا عواقب المضاعفات الناجمة عن استخدامه.

وكان البروفسور ميشائيل شتيهلنغ، أخصائي القلب من ماناهيم، تحدث عن إزاحة المسبار بواسطة توموغراف القلب خلال فترة قريبة. ونصح شتيهلنغ الرجال (بعد سن 35) والنساء (بعد 45) بإجراء التوموغراف الكومبيوتري للتأكد من عدم تعرض شرايينهم للتكلس.

وذكر شتيهلنغ ان الكالسيوم يشكل خمس «التراكمات» التي تكون التضيقات في الشرايين، وهذا ما يجعل تشخيصها ممكنا بواسطة التوموغراف. ان ارتفاع نسبة الكالسيوم في التراكمات الى 11 حتى 50% يعني ان الانسان معرض الى خطر شديد.