عقار يوقف الملاريا خلال 48 ساعة

TT

حقق العلم خطوة كبيرة في معركته الضارية ضد مرض الملاريا الذي يقتل مئات الألوف سنويا في افريقيا وآسيا واميركا اللاتينية. ويقول العلماء انهم تأكدوا من قدرات العقار الجديد فوسميدومايسين Phosmidomycine على وقف طفيلي الملاريا عند حده وتحسين وضع المريض خلال 48 ساعة.

وذكرت جامعة غيسن في تصريح رسمي ان التجارب التي اجراها العلماء في دولة الغابون الافريقية اثبتت تمتع عقار فوسميدومايسين بفعالية عالية ضد الملاريا، وستظهر نتائج الدراسة التي اجريت على 27 مصابا بالملاريا في الغابون، برئاسة الباحث بيتر كريمسنر من جامعة توبنغن، في مجلة «لانسيت» المختصة.

ويشير تقرير كريمسنر وزملائه الى ان طفيلي الملاريا الخطير بلازموديوم فالسيباروم اختفى من دماء المرضى بعد 48 ساعة فقط من معالجة المرضى بدواء فوسميدومايسين. وتم تقسيم المصابين بالملاريا الى ثلاثة مجاميع تناول افرادها دواء فوسميدومايسين طوال ثلاثة او اربعة او خمسة ايام على التوالي.

واتضح من خلال فحوصات الدم ان مجموعة المرضى التي تلقت فوسميدومايسين لمدة اربعة ايام في الاقل، وبجرعة تبلغ 1.2 غم لثلاث مرات في اليوم، شهدت تحسنا سريعا للغاية، كما بقيت دماء افراد المجموعة خالية من اعراض المرض بعد مرور فترة طويلة على العلاج. وبالضبط كانت دماء المرضى خالية من بلازموديوم فالسيباروم بعد مرور اسبوعين كاملين على العلاج المذكور.

ويقول الباحث الفلسطيني الاصل حسن جمعة، من قسم الامراض الاستوائية في جامعة غيسن، ان مضاد الحيويات فوسميدومايسين عمل على طفيلي الملاريا بشكل يختلف عن مفعول ادوية معالجة الملاريا الاخرى، فالمضاد الحيوي قيد التجربة كان يهاجم انزيما خاصا يتمتع بأهمية خاصة في عملية الاستقلاب داخل طفيلي الملاريا (وليس في جسم الانسان)، وهذا يعني ان فوسميدومايسين ليس ساما لجسم الانسان.

وكان العلماء اليابانيون اول من كشف في السبعينات عن مادة فوسميدومايسين التي كانت تستخدم في ابادة الاعشاب الضارة في المزارع. وتعرفت شركات الادوية اليابانية قبل غيرها على مفعول هذه المادة كمضاد قوي للحيويات يمكن استخدامه في علاج العديد من الامراض.

ويعتقد الباحثون من غيسن ان الدواء يمكن ان يكون جاهزا للسوق خلال ثلاث سنوات من الآن. ويعمل حسن جمعة وزميله بيتر كريمسنر منذ الآن عن طريقة جديدة لتقوية مفعول فوسميدومايسين، وبالتالي تقليل جرعته اليومية وتقليل عدد ايام تعاطيه. ويقول جمعة انهما يبحثان استخدام مضاد للفطريات الى جانب فوسميدومايسين في عملية زيادة فاعلية وسرعة العقار الاساسي.

وتقدر منظمة الصحة العالمية ان طفيلي الملاريا يقضي على 2.7 مليون انسان على المستوى العالمي، معظمهم من سكان البلدان الحارة من العالم الثالث. ويواجه العالم مشكلة قيام طفيلي الملاريا بين فترة واخرى بتطوير «مقاومته» لادوية الملاريا السائدة في السوق.

وكان العلماء الاستراليون من ميلبورن قد توصلوا في خطوة اخرى الى وضع القدم على الطريق الصحيح لابتكار لقاح ضد الملاريا باستخدام سم (GPI) GLYCOLISYLPHOSPHOTIDYLINOSITOL. وذكر الباحثون انهم جربوا السم المخفف على الفئران المختبرة المصابة بالملاريا فاختفى الطفيلي من دماء هذه الفئران بعد فترة ونجت من موت محقق، ويأمل العلماء في خطوة اخرى تطوير عقار محور من GPI لاستخدامه كلقاح مضاد لطفيلي الملاريا.