علماء ألمان يبحثون عن الجين المسبب للصرع الحراري

TT

تثير نوبات الصرع الحراري نوبات قلقhكبير لدى الأبوين حينما تصيب الطفل فجأة بسبب ارتفاع حرارة الجسد المفاجئ. وغالبا ما تكون نوبات التشنج العضلي في الأطراف مصحوبة بارتفاع واضح في درجة حرارة الطفل وغيابه عن الوعي وتسرب الرغوة من فمه.

ويقول البروفسور ارمين هايلز، من عيادة «الصرع» التابعة لجامعة بون، ان نوبات الصرع الحراري غالبا ما تكون غير ضارة للانسان في مرحلة الطفولة، الا ان استمرار حدوثها وطول فترات النوبات التي تسببها قد تؤدي لاحقا، في مرحلة اخرى من تقدم عمر الطفل، الى إصابته بما يسمى صرع الفص الصدغيTemporal Lobe Epilipsy.

وتشير دراسات سابقة أعدت في عيادة الصرع في بون الى ان صرع الفص الصدغي أكثر انتشارا بين أطفال الصرع الحراري منها بين الأطفال الطبيعيين. وتكشف احدى هذه الدراسات ان احتمال إصابة طفل الصرع الحراري بصرع الفص الصدغي تتراوح بين 3 الى 5%. وسبق لنسبة 5% من الأطفال ان تعرضوا مرة واحدة في حياتهم على الأقل الى نوبة صرع حراري.

ولاحظ هايلز ان نوبات الصرع الحراري، من درجات متوسطة وعالية، تصيب الأطفال من عمر يقل عن 7 سنوات فقط. وقد يكون لهذه الحقيقة علاقة بعملية نمو الدماغ في مرحلة الطفولة «لأن دماغ الطفل يكون شديد الحساسية للحرارة في هذا العمر». ويعتقد هايلز وزملاؤه بوجود جين معين مسؤول عن حساسية دماغ الأطفال العالية تجاه الحرارة. ولهذا فقد بدأ فريق عمل جامعة بون بقيادة ارمين هايلز بدراسة واسعة هدفها الكشف عن الجين المسؤول عن حدوث نوبات الصرع الحراري عند الأطفال. ويعتقد الباحث ان نتائج الدراسة، اذا نجحت ، يمكن ان تسلط الضوء على أسباب كون بعض الأطفال اكثر عرضة للصرع من غيرهم. وربما يكشف الجين المسبب للصرع الحراري عن علاقة ما بنوبات الصرع الحقيقية التي قد تصيب الأطفال لعدة أسباب حسب رأي الطبيب المتخصص بالصرع عند الأطفال. ان ما يعزز الشك بوجود مثل هذه العلاقة هو التشابه الشديد في الأعراض والاحتمالات المتصاعدة للإصابة بصرع الفص الصدغي عند الأطفال الذين يعانون في الصغر من نوبات الصرع الحراري. وذكر ارمين هايلز ان الأطباء، قبل اكتشاف المحرار الزئبقي، كانوا يرتكبون الأخطاء أثناء تشخيص نوبات الصرع الحراري وتفريقها عن الصرع الحقيقي. علما ان الحمى الناجمة عن الانفلونزا قد تزيد مخاطر إصابة بعض الأطفال بالصرع الحراري.

وسبق لأطباء عيادة الأطفال في مدينة فورمز الالمانية ان أجروا دراسة شملت 632 طفلا يعاني من أعراض تشبه أعراض الانفلونزا في موسم شتاء 2000 ـ 2001. توصل الأطباء الى تشخيص 31 حالة انفلونزا فقط بين هذا العدد الكبير من الصبيان والبنات الذين جاءوا العيادة وهم يعانون من الرشح والحرارة والتهاب القصبات وغيرها من أعراض البرد. واتضح ايضا ان 10 أطفال قد تعرضوا للصرع الحراري بسبب الانفلونزا، الأمر الذي يكشف مخاطر هذا المرض على الأطفال وعلاقته لاحقا بصرع الفص الصدغي. ونصح الأطباء لهذا السبب بتلقيح كل طفل تقل سنه عن 6 سنوات ضد الانفلونزا اذا كان قد تعرض الى نوبة صرع حراري واحدة.