جهاز جديد لقتل سرطان البروستاتا بالموجات فوق الصوتية

TT

تعالج ثلث اصابات سرطان البروستاتا في العالم عن طريق استئصال غدة البروستاتا جراحيا، وهو علاج لا يودي بهذه الغدة المهمة فحسب بل ربما يودي بفحولة الرجل ايضا. واذ يعالج ثلث الحالات اليوم بواسطة الهورمونات، يعالج الثلث الآخر من المصابين بواسطة «الحبيبات المشعة»، وهي حبيبات تزرع في البروستاتا كي تتولى وقف نمو وقتل الخلايا السرطانية.

وتشيع منذ فترة طريقة استخدام الموجات فوق الصوتية لتحطيم النسيج السرطاني وتعتبر افضل طريقة للتخلص من السرطان مع الحفاظ على قدرة الذكر الجنسية والتناسلية. وتستخدم طريقة الموجات فوق الصوتية بطريقة الموجات الصوتية العالية التركيز High Intensity Focused Ultrasound (HIFU) ويقول علماء شركة «الجراحة المركزة» من مقرها في انديانابوليس انهم نجحوا بالتعاون مع طبيب المسالك البولية الالماني يواخيم ايرنست ـ دويستر (مدينة هايدلبيرغ) في تطوير جهاز جديد سيعفي المرضى من العمليات الجراحية والعلاجين الهورموني والكيمياوي ومن اعراضها الجانبية ومضاعفاتها. ويعتبر العقم ونتائجه النفسية، اضافة الى سلس البول من اكثر مضاعفات هذه الانواع العلاجية ثقلا على نفسية المصاب. ويستخدم الجهاز رأسا لبث الموجات الصوتية يقحم في المستقيم تحت تخدير موضعي ليقوم بإرسال موجاته الى البروستاتا المصابة.

وتقول شركة «الجراحة المركزة» ان الرأس يعمل بوظيفتين: يأخذ صورة للبروستاتا بواسطة الموجات الصوتية ويحدد على أساسها المناطق والاتجاهات المصابة بالسرطان داخل الغدة. ويتولى الكومبيوتر تحديد المناطق الواجب علاجها عن طريق تقديم صور ثلاثية الابعاد على الشاشة. يعمد الاطباء بعدها الى ارسال الاشعة فوق الصوتية بتردد 3 ميغاهيرتز او 4 ميغاهيرتز حسب تقدير الطبيب.

تتولى مرآة مقعرة لم الموجات الصوتية في بؤرة تبعد 4 سنتمترات عن مصدر الموجات (الرأس)، وتعمل هذه الآلية على رفع حرارة النسيج الى درجة 90 ـ 100 مئوية. ويعمل الطبيب من خلال هذه الحرارة على قتل النسيج السرطاني بشكل منهجي، وعن طريق تحريك بؤرة الموجات الصوتية مسافة ملميتر كل مرة. ويستطيع الطبيب بالطبع خلال هذه الفترة متابعة سير العملية على الشاشة المواجهة له.

وحسب مصادر الدكتور الالماني دويستر فإن العلاج يستغرق ساعتين، ويمكن اجراؤه بشكل اعتيادي في عيادة الطوارئ. وان اهم مزايا الموجات فوق الصوتية المتفوقة على الطرق الاخرى هي انها تضمن احتفاظ الرجل بكامل قواه الجنسية. وسيطبق دويستر الطريقة والجهاز لأول مرة في المانيا لعلاج مرضى سرطان البروستاتا في عيادة البروستاتا في مدينة هايدلبيرغ.

وسبق لاطباء الولايات المتحدة واليابان ان سبقوا المانيا في تحقيق نجاحات جيدة على صعيد مكافحة سرطان البروستاتا من خلال استخدام اجهزة الموجات فوق الصوتية. إلا ان المشكلة الاساسية حاليا، حسب تقدير دويستر، هي قلة هذه الاجهزة، حيث لا يتوفر اكثر من 5 منها، من طراز «سونابليت 500» 500 Sonablate على المستوى العالمي.

وتشير الاحصائيات الدولية الى تصاعد مطرد في عدد اصابات سرطان البروستاتا على المستوى العالمي. وسجلت سلطات الولايات المتحدة الصحية حدوث 200 الف اصابة جديدة كل عام، كما سجلت السلطات الصحية الالمانية حصول 28 الف اصابة جديدة بسرطان البروستاتا.