اتجاه جديد في مصر لزرع خلايا الكبد بدلا من زرعه كاملا

TT

اشار اطباء مصريون متخصصون في امراض الكبد الى اتجاه حديث في مصر لزراعة الخلايا الكبدية بدلا من زراعة الكبد نفسه، واشاروا الى ان وظائف الكبد من الممكن ان تقوم بها الخلية الكبدية، وهي عملية بسيطة وغير مكلفة.

وأكدوا ان هذه الطريقة تقلل من تكلفة عمليات زراعة الكبد والامكانيات الهائلة التي يتطلبها تجهيز مراكز الكبد، حيث اصبحت مشكلة امراض الكبد على رأس المشكلات الصحية في العصر الحديث. يقول الدكتور حسني سلامة، رئيس جمعية العلاج الحراري المصرية واستشاري امراض الكبد والبنكرياس بمستشفى قصر العيني الفرنساوي بمصر.

اننا في مصر بدأنا تجربة زرع الخلايا الكبدية منذ عام 1995 على مجموعة من فئران التجارب اثبتت نجاحا في هذا المجال، وعملية زرع الخلايا الكبدية تقوم على اساس عزل الخلايا الكبدية اما من حيوانات التجارب او من الانسان نفسه بعد ان يتم تكاثرها عن طريق عمليات معينة وهناك طريقتان للزراعة اما ان توضع الخلايا على ألواح معينة وتثبت عليها ويمر عليها دم المصاب ليتم تنقيته وهو ما يسمى بالكبد الصناعي، وذلك يكون خارج الجسم.

اما الطريقة الثانية تقوم على اساس زرع الخلايا داخل الجسم، اما بحقنها داخل الكبد أو الطحال او في التجويف الرتواني، حيث تنمو هذه الخلايا وتتكاثر وبعد حوالي اسبوع يبدأ الكبد في اداء وظائفه.

واضاف دكتور سلامة ان هذه العمليات كلها تتم في المراحل المتقدمة من المرض بمعنى انه اذا دمر %85 من الكبد يمكن زراعة خلايا جديدة ويستطيع الكبد ان يعمل بصورة جيدة.

وعن كيفية اكتشاف المرض قال د. سلامة يتم اكتشافه اذا كان المصاب يفحص بصفة دورية لأن اعراضه غير معروفة، وبصفة عامة عندما يشعر الانسان بالاجهاد السريع والزيادة في النوم تكون هناك مشكلة في الكبد، لكن ليس شرطا ان يكون فيروسا، فمن الممكن ان يكون هناك كسل كبدي. وعن انواع فيروسات الكبد اوضح د. سلامة ان هناك خمسة انواع لفيروسات الكبد وهي: A. B. C. E. D والفيروس E، أو «هـ»، دائما ما تصاب به المرأة الحامل وتصل عدد وفياته الى نسبة %30 واذا اكتشف سريعا يتم علاجه وهو يشبه في حالته الفيروس A الذي يصاب به الاطفال ويطلق عليه «مرض الصفرا».

اما الفيروس C فهو اشهرهم، خاصة في مصر لانه يصاب به معظم المرضى بالكبد، وذلك نتيجة التلوث ويوجد في اميركا عدد كبير من المصابين بهذا الفيروس يصل الى حوالي 4 ملايين اميركي. والفيروس B و D غالبا ما يصاب بهما المريض معا.

ويقول الدكتور نادر عبد الدايم ابو العطا، اختصاصي امراض الكبد والبنكرياس ان عمليات زرع خلايا الكبد بدأت في البلاد الاوروبية اولا، حيث تأخذ خلايا الكبد التي يتم زرعها في الكبد ذاته من منطقة سليمة لا يوجد بها تليف، بهدف تحسين حالة وظائف الكبد وتمهيدا لزرع الكبد كاملا.

واضاف الدكتور عبد الدايم ان من وظائف خلايا الكبد هو تصنيع مادة «البروثرومبين» وهي المسؤولة عن جودة التجلط، وكذلك تصنيع الالبومين او «الزلال» وهو المسؤول عن سلامة الدورة الدموية في شعيرات الجسم كلها. وبالتالي اذا استطعنا ادخال خلايا جيدة النوع قادرة على تصنيع هاتين المادتين سيؤدي ذلك لحماية المريض من المضاعفات التي تنشأ عن نقص مادتي البروثرومبين والالبومين.

وبسؤال الدكتور نادر عن الشروط المتوفرة لنقل خلايا الكبد من شخص لشخص آخر مريض اجاب: هناك حالة تحمل واستعداد لقبول خلايا ليست من نفس الشخص لا سميا اذا كانت هذه الخلايا مأخوذة من كبد جنين حديث الوفاة او من دم الحبل السري التي تسمى بالخلايا الجذرية؟!.

ويذكر انه يجري حاليا مشروع انشاء مراكز لزراعة الكبد في مصر لتجاوز المعاناة التي يتعرض لها المصريون، حيث تبلغ تكلفة العلاج بالخارج للمريض حوالي 300 ألف جنيه اضافة الى 20 ألف جنيه تكاليف الادوية والتحاليل، بينما تصل تكلفة العلاج في مصر الى نصف هذا المبلغ.