علاج فعال للصداع الناجم عن آلام الرقبة

TT

يشخص العلماء وجود اكثر من 170 نوعا من آلام الرأس، يعتبر الصداع النصفي والصداع الناجم عن التوتر من أهمها. لكن هناك نسبة غير قليلة من المصابين ممن يعانون من آلام رأس (صداع) يشعرون بأن مؤخرة العنق هي منطلقه ويسمونه «صداع العنق».

ويبدو ان الباحث غوين جول من قسم العلاج الطبيعي في جامعة كوينزلاند قد توصل الى طريقة فعالة جدا في مكافحة هذا النوع من الصداع بحيث انه صرح مؤخرا «ان صداع العنق صار يعود الى الماضي». وتوصل البروفيسور جول الى هذه النتيجة إثر دراسة دولية شملت آلاف النساء وتبحث عن أفضل طرق علاج الصداع الناجم عن آلام العنق والممارسة في مختلف مستشفيات العالم. وركزت الدراسة على علاج الصداع الناجم عن أمراض المفاصل والتهاب المفاصل الرثوي في العنق باعتباره أحد ثلاثة أنواع هامة من الصداع المتكرر. وظهر من الدراسة ان معالجة مفاصل العنق او ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة الخاصة بالعنق كانت أفضل من غيرها في تخفيف آلام الرأس الى حد كبير. والأهم من ذلك هو ان معالجة بعض المرضى بمزيج من الطريقتين حقق نتائج أفضل شجعت الباحث جول على إطلاق حكمه النهائي على صداع الرأس الناجم عن العنق.

وقال جول «ان الخلاص من آلام الرأس كان ذو طبيعة دائمة»، كما ان التمارين الرياضية المطلوبة بسيطة ومن الممكن برمجتها مع الحياة اليومية للإنسان دون جهد يذكر. وهي تمارين فريدة من نوعها تركز على قاعدة العنق ولوحي الكتفين بهدف استعادة السيطرة على العضلات وليس تقويتها واستعادة لياقتها. والظاهر ان التركيز على عضلات العنق السفلى والعميقة في الرقبة ناجم عن معرفة للبروفسور جول بان هذه العضلات هي المسؤول الحقيقي عن امتداد الآلام الى الرأس بشكل صداع. وذكر جول انه يعمل منذ سنوات على كشف دور اضطراب عمل عضلات العنق العميقة في نشوء صداع العنق والبحث عن التمارين المناسبة والخاصة بتقويم وظائف هذه العضلات. ويستعد الباحث حاليا لعقد سلسلة من الندوات العالمية بهدف إيضاح طريقة البحث وطريقة العلاج التي اتبعت لتخليص المصابين من آلامهم.

في ذات الوقت توصل علماء اميركيون آخرون من جامعة ميشيغان الى نتائج معاكسة بالاتجاه في تفسيرهم لبعض آلام الظهر التي يعاني منها المرضى. وأجرى العلماء دراسة حول بعض آلام الظهر، المجهولة الأسباب، وتوصلوا الى انها صادرة عن الرأس وليس عن الظهر او العظام والعضلات.

أجرى الباحثون دراستهم على مجموعة من المرضى المعانين من آلام الظهر المجهولة المصدر وبعض المعانين من آلام الظهر الليفية Fibromylagia وقارنوها بنتائج نفس الفحوصات التي أجريت على الأصحاء. وكانت مجموعة المعانين من آلام الظهر، بما في ذلك المعانين من آلام الظهر الليفية، تتألف من 15 شخصا تقابلهم مجموعة المقارنة المؤلفة بدورها من 15 شخصا.

حفز الباحثون الألم لدى أفراد المجموعتين عن طريق تسليط ضغط من مطرقة صغيرة على اظفر الإبهام وخلال فترات مختلفة. ذكرت مجموعة الأصحاء ان الضغط لم يؤد لديهم الى حصول آلام بينما ذكر أفراد مجموعة المعانين من الألم انهم شعروا بهذا الضغط كألم حاد. وهذا يعني ان الألم كان صادرا عن الدماغ أساسا.

وبغية التأكد من نتائج الدراسة أجرى الباحثون تخطيطا للدماغ وتمكنوا في حالة مجموعة المعانين من الألم من تشخيص المناطق الدماغية التي تنشط عند ضغط المطرقة على الإبهام وتتسبب لهم بهذا الإحساس الشديد بالألم.