كبح ارتعاشات باركنسون بالاهتزازات الصناعية

TT

زاد الطلب في ألمانيا على جهاز للاهتزازات ابتكره طبيب ألماني لمعالجة إرتعاشات مرض باركنسون. وذكر الدكتور كريستيان هاز من معهد العلوم الرياضية في فرانكفورت إن 4 من كل خمسة ألمان يعانون من مرض باركنسون ينوون شراء الجهاز بعد النجاح الكبير الذي حققه في العلاج خلال الفترة الأخيرة. وتتولى حاليا شركة المانية بيع جهاز الاهتزازات الذي يحمل اسم Zeptorrmed وتقول إنها تأمل أن يتحول إلى أداة علاجية روتينية في مختلف عيادات معالجة باركنسون في ألمانيا. وكان الدكتور كريستيان هاز وزملاؤه في فرانكفورت قد نالوا جائزة فريسنيوس للإبداع الطبي نظير تطويرهم للجهاز.

ويقول هاز إن الجهاز يولد اهتزازات تتخلل كامل جسد المصاب وتعمل بالتالي على كبت أعراض الارتعاش والحركات اللاإرادية التي يتميز بها مرض موربوس باركنسون. وثبت من خلال الفحوصات إن استخدام الجهاز من قبل بعض المرضى قلل حاجتهم إلى الأدوية المعتادة المستخدمة في معالجة المرض.

ويتطلب العلاج بواسطة الجهاز أن يقف المريض على صفيحة معدنية في أرضية الجهاز مع وجود قبضتين يستطيع المريض تثبيت نفسه من خلال الإمساك بهما. وتتحرك الصفيحة بسعة 4 ملم وبتردد غير منتظم قدره 4 ـ 6 هيرتز. ثم إن الجهاز مصمم ليطلق اهتزازات إضافية غير منتظمة بين الحين والآخر بهدف عرقلة «تعوّد» المريض على الاهتزازات وبالتالي تقلص تأثيرها عليه. وينصح باستخدام الجهاز، في فترات مختلفة، وحسب حاجة المريض وبإشراف طبيبه المعالج، إلا أن «الجرعة» العمومية من «الرجات» هي خمس مرات في اليوم من الاهتزازات أمد كل منها دقيقة كاملة وتتخللها فترة استراحة قصيرة أمدها دقيقة واحدة أيضا.

ويضمن الجهاز تحمل المرضى للاهتزازات دون تحويلها إلى نوع من «العذاب» حسب تصريح كريستيان هاز. وتتولى الإهتزازات غير المنتظمة بهذه الذبذبة مقاطعة محفزات الحركات العضلية اللاإرادية و الارتعاشات وتقليصها بشكل محدود. كما حقق الجهاز نجاحا في تحسين أوضاع 80% من المرضى وثبت إن استخدامه يزيد من فرص النجاح وفق معادلة متصاعدة. وكشفت الفحوصات على المرضى الذين استخدموا الجهاز حصول تحسن ملحوظ في طريقة المشي وفي الكتابة باليد.

وأكد هاز، الذي استخدم الجهاز حتى الآن في معالجة اكثر من 100 مريض بالباركنسون، ان النتائج تبدأ بالظهور بعد ساعتين إلى 48 ساعة من الجلسات. كما أكد أيضا ان الطريقة نجحت في مساعدة بعض المرضى في تقليل أدوية علاج باركنسون التي يتلقونها.

ومن غير الواضح ما إذا كان مفعول الاهتزازات الصناعية يشمل تحسن الحركات العضلية الدقيقة أيضا مثل مسك الأشياء الصغيرة وغيرها. والمعتقد هو إن الاهتزازات تعين ما تحت الوطاء Hypothalamus في الخروج من حالته المرضية بالتدريج وتعين في إعادة سيطرته على حركات جسم المريض. وتقول نظرية أخرى إن الاهتزازات تؤثر بشكل إيجابي على النظام الدوباميني الفعلDopaminergy.

وسبق لعلماء المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتات الدماغية في سان ديغو أن توصلوا إلى إمكانية تحسين وضع المصابين بباركنسون عن طريق العلاج بواسطة إنزيمQ10 الذي يعتبر أهم عامل مساعد لعمل إنزيم الحبيبات الخيطية ( الكيتاكوندرية ). وتكفي جرعة يومية قدرها 800 غم من إنزيمQ10 أن تساعد المريض على الحركة وتزيده اعتمادا على النفس دون أن تترك أعراضا جانبية أو مضاعفات كبيرة.