عقار جديد ضد الليشمانيا أو حبة حلب وبغداد يجعل الشفاء بنسبة عالية

TT

ينتشر مرض الليشمانيا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط ويتسبب بموت الآلاف سنويا حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية.

ويبدو أن شركة «زينتاريس الألمانية» ستبعث الأمل في قلوب أعداد كبيرة من الهنود والبنغلاديشيين والسودانيين الجنوبين بفضل عقار جديد أنتجته بالتعاون مع برنامج مكافحة الأمراض الاستوائية التابع لمنظمة الصحة العالمية وبدعم من البنك الدولي. وقد أجيز العقار حاليا في الهند بالاسم التجاري «امبافيدو» وهو عبارة عن عقار مطور من مادة ميليتفوسين Miltefosin المستخدمة منذ مطلع التسعينات في علاج الأمراض السرطانية. وكتبت مجلة «نيو انغلاند جورنال اوف ميديسين» ان ميليتفوسين فاجأ العلماء في قدراته على معالجة حالات الليشمانيا وخصوصا النوع الحشوي والأخطر منه. وحسب مصادر المجلة المختصة فقد تمكن الأطباء من شفاء 94% من مجموع 299 إصابة بالليشمانيا بواسطة ميليتفوسين. ويتفوق العقار على بقية الأدوية المستخدمة ضد الليشمانيا من ناحية إمكانية تعاطيه عبر الفم وبالتالي سهولة الاستخدام وانخفاض التكاليف.

وتقدر منظمة الصحة العالمية إصابة 350 مليون إنسان على المستوى العالمي، ينتشرون في 88 دولة تقع في المناطق الحارة والمعتدلة، بطفيلي الليشمانيا. وتضيف المنظمة الدولية مليوني إصابة جديدة بالمرض، ينتهي الكثير منها بالموت، إلى قائمة المصابين كل عام. ولاحظ العلماء إن الليشمانيا تنتشر على وجه الخصوص في الهند وبنغلاديش وجنوب السودان والبرازيل.

وتصيب الليشمانيا الحشوية (الكالا آزار) نحو نصف مليون هندي سنويا وتتسبب بموت الآلاف في فترة تتراوح بين سنة وسنتين إذا بقي الإنسان دون علاج. وتعتبر الليشمانيا الحشوية من أخطر أنواع الليشمانيا لأنها لا تكتفي بإصابة الجلد وإنما تمتد إلى مختلف أحشاء الإنسان. ويسبب مرض الليشمانيا طفيلي وحيد الخلية ينتقل إلى الإنسان بعد دورة حياة صغيرة في جسد ذبابة الرمل.

ويهاجم طفيلي الليشمانيا الخلايا المناعية التي تضطلع عادة بمهمة وقاية جسم الإنسان من المكروبات والأجسام الغريبة. ويتسبب المرض بإصابة المريض بالحمى وانتفاخ الكبد والطحال والنخاع العظمي والعقد الليمفاوية. ويؤدي استمرار المرض إلى فقدان الوزن وفقر الدم وانخفاض مناعة الجسم ومن ثم إلى الموت في حالة عدم خضوع المريض للعلاج. وكان أطباء الأمراض الاستوائية يستخدمون أملاح الأنتيمون أو عقار امفوتيسيرين ـ ب في علاج حالات الليشمانيا إلا إن هذين العقارين غاليا الثمن بالنسبة للدول المبتلية بالمرض. كما يتطلب العلاج بهذين العقارين تسريبهما الى الوريد باستمرار Infusion وعلى مدى أشهر، وهو أمر صعب التطبيق في بلدان الأزمات والاضطرابات كما هو الحال في جنوب السودان. وتقول منظمة أطباء بلا حدود أن الآلاف ماتوا في جنوب السودان جراء الليشمانيا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في أسوأ انتشار للمرض في المنطقة منذ عقود.

وذكرت الطبيبة باربرا هيروالدت من «مركز الرقابة على الأمراض الاستوائية والوقاية منها» في أتلنتا إن على المصاب أن يأخذ ميليتفوسين طوال أربعة أسابيع وبشكل منتظم كي يضمن شفاءه من المرض. وأبدت العديد من الدول الاستوائية اهتمامها بالحصول على الدواء إلا إن هيروالدت أشارت إلى إن ميليتفوسين أكثر فعالية ضد الليشمانية الحشوية أو الكالا آزار، إلا إنه لا يصلح للنساء الحوامل وللمصابين بأمراض خطيرة.