تصفية جزيئات الدهن من الدم بالموجات فوق الصوتية

يمكن ترشيح 1.5 ليتر من الدم خلال ساعة * ارتفاع شحوم الترغليسرايد في الدم يزيد السكتة بمعدل 30 في المائة

TT

هناك العديد من الأدوية الكفيلة بتقليل مستوى الدهن في الدم ومساعدة البعض بالتالي على التخلص من مشاكل أمراض القلب والدورة الدموية. إلا أن العلاج الوقائي الأساسي الذي ينصح به الأطباء هو العمل على منع ارتفاع مستوى الدهن في الدم من الاساس.

ويقول جراحو القلب السويديون إنهم نجحوا بالتعاون مع المهندسين التقنيين في ابتكار آلية جديدة لاقتناص جزيئات الدهن القليلة من دم المريض أثناء إجراء عمليات القلب باستخدام جهاز القلب والرئة الصناعيين. ويعول الجراحون السويديون من الآن فصاعدا على هذه الطريقة في تقليل مخاطر إصابات السدادات الدماغية بشكل مؤثر.

طور الطريقة فريق عمل يقوده الدكتور هنريك جونسون من الجامعة الطبية في مدينة لوند بالتعاون مع المهندسين التقنيين في المدينة. ويتكون جهاز «تصفية» الدم من نظام من الأنابيب الدقيقة المتوازية التي لا يزيد نصف قطرها الداخلي عن 400 الى 800 ميكروميتر وتستخدم لتمرير الدم من خلالها. وقدر جونسون عدد هذه الأنابيب في النظام بنحو 15 أنبوبا.

وأضاف جونسون إن الدم يعرض خلال تمريره في الأنابيب إلى موجات فوق صوتية بتردد 2 الى 4 ميغاهيرتز. ويتم توليد هذه الموجات فوق الصوتية بمساعدة كريستال من مادة الكوارتز. يتم بعدها فصل جزيئات التراي غليسيرايد عن النظام بواسطة أنابيب أخرى منفصلة. وأكد الجراح إن من الممكن فصل 97% من جزيئات الدهن عن الدم باستخدام هذا النظام.

وذكر جونسون لـ«مجلة الطبيب» الألمانية إن بوسع النظام تصفية 1500 ميليليتر من الدم من جزيئات الدهن وذلك في الساعة الواحدة. هذا في حين إن التجارب الطبية تثبت إن جهازا بطاقة ترشيح تبلغ 1000 ميليليتر في الساعة تكفي لتصفية دم الإنسان من الدهن. ويعتبر نظام ترشيح الدم بواسطة الموجات فوق الصوتية متفوقا على طريق ترشيح جزيئات الدهن باستخدام المرشحات الغشائية لأنه ينجح حيث يفشل النظام الأخير: أي في اقتناص أصغر جزيئات الدهن.

ويفشل المرشح الغشائي عادة في اقتناص الجزيئات الصغيرة لأن طاقته تتحدد بترشيح جزيئات الدهن من قطر 40 ميكرومتراً، هذا مع ملاحظة إن جزيئات الدهن سرعان ما تسد «عيون» المرشح الغشائي فتقلل كفاءته إلى أقصى حد. وهنا يستدعي الأمر تغييره وهو ما يكلف الكثير من الوقت والجهد ويرفع مخاطر العملية ومضاعفاتها على المريض.

وقال جونسون في مجلة الطبيب الألمانية إن نظام الموجات فوق الصوتية يحافظ أيضا على تركيبة الدم الخلوية لأن التردد الضعيف المستخدم لا يؤثر على الخلايا الدموية ولا يؤدي إلى تحطيمها كما تعمل الطرق الأخرى السائدة في فصل الدهن عن الدم مثل أجهزة الفصل المركزي. ولم ينشر جراح القلب جونسون نتائج تجاربه حتى الآن في أية مجلة علمية لكنه تحدث عنها أمام المؤتمر السنوي لجمعية جراحة القلب والصدر الاوروبية في مونتي كارلو.

ويعتبر ارتفاع مستوى التراي غليسيرايد في الدم من أخطر المؤشرات على احتمال تعرض الإنسان لخطر السكتة الدماغية. وكشفت هذه الحقيقة في الأقل دراسة شملت 11 ألف مريض من أعمار تتراوح بين 40 الى 77 سنة، ودامت نحو 8 سنوات من المراقبة. وتشير الدراسة بأن المعانين من ارتفاع التراي غليسيرايد معرضون إلى خطر السكتة الدماغية بنسبة 30% أكثر من غيرهم. ويزداد هذا الخطر كلما ارتفعت نسبة الدهن في الدم.