أجزاء صناعية داخلية تعيد الحركة لمفصل القدم

TT

لا يبقى من حل أمام جراحي العظام في السابق لدى حصول الالتهابات العظمية او تنكسها في مفصل القدم غير اللجوء الى «المفصل المسطح» لمساعدة المصاب في استعادة شيء من صحته وحركته. الا ان عالم طب اليوم صار يستعمل الأجزاء المفصلية الصناعية بنجاح لتقليل آلام المريض ومنحه قدراً كبيراً من حرية الحركة.

تم زرع أول جزء مفصلي صناعي داخلي في المفاصل عام 1970 لكن هناك اختلافاً كبيراً فيما يتعلق بنجاح الطرق المستخدمة في تصنيع وزرع هذه الأجزاء، إذ تعمل المضاعفات مثل تغير موقع الجزء الصناعي بالتدريج او انخلاع المفصل او تموت العظام في كثير من الأحيان على إحلال الإحباط محل السرور الأولي بنتائج العملية. الا ان العالم يشهد باستمرار ظهور طرق جديدة لعلاج مشاكل المفاصل عن طريق زرع الاجزاء الصناعية الداخلية. وتحولت عملية زرع هذه الأجزاء في مفصل القدم بالتدريج ، ومن خلال التقنيات الجديدة والمواد الصناعية المستحدثة، والتدخل الجراحي البسيط، الى عمليات ناجحة في كثير من الأحيان.

وذكرت الدكتورة كاتيا شينك، من عيادة جراحة العظام في جامعة ماغدبورغ الألمانية، ان أفضل عمليات زرع الأجزاء الصناعية الداخلية في المفاصل هي الطرق التي تعتمد اليوم الأجزاء المصنعة الخالية من الاسمنت الصناعي، الأسطوانية الشكل والتي تصنع تشريحيا لتماثل أجزاء المفصل تماما. وذكرت شينك أمام مؤتمر أطباء جراحة العظام في العاصمة الالمانية برلين ان عمليات زرع الأجزاء الصناعية بهذه الطريقة صارت تحقق نجاحا يرتفع الى نسبة 90% خلال السنوات العشر الماضية.

وعمل أطباء جامعة ماغدبورغ بين عام 1996 و2001 على معالجة حالات مفصلية مستعصية لدى 101 من المرضى، وذلك بواسطة زرع الأجزاء الصناعية، وحققوا نجاحا في كل الحالات تقريبا. وكان بين هذه الحالات 27 حالة معاناة من التهاب المفاصل الروماتيزمي في القدم، و34 حالة لمرضى يعانون تحطم المفاصل بعد التعرض لحوادث، و20 حالة معاناة من التهاب مفاصل ابتدائي.

وأشارت شينك الى ان الأطباء اعتمدوا في تقييمهم للنتائج ما بعد العمليات الجراحية في مفصل القدم على المتغيرات في: الألم، الوظيفة، الحركة وموضع القدم، وهي ما يطلق عليها في جراحة العظام والمفاصل اسم KOFOED-ANKLE-Score. وتوصل الأطباء الى ان العمليات الجراحية باستخدام الأجزاء الصناعية نجحت في تخفيف آلام المرضى بنسبة 89%، كما حقق 86% من المرضى معدل نقاط (Score) يتراوح بين جيد وجيد جدا.

ورغم ان العمليات نجحت في تحسين حركة مفصل القدم في 13% من الحالات، الا ان جميع المرضى عبروا عن رضاهم عن النتائج. وقد اضطر الجراحون للتدخل 7 مرات مجددا بهدف تصحيح بعض المضاعفات، لكنهم لم يضطروا لإزالة الجزء الصناعي المزروع الا في ثلاث حالات، وعمد الجراحون في هذه الحالات الثلاث الى الطريقة الكلاسيكية المسماة «المفصل المسطح».

وأكدت شينك ان العمليات الجراحية أجريت فقط في الحالات التي كان فيها المفصل وكبسولته والعضلات الرابطة بحالة جيدة وقادرة على التحمل. وكانت حالات الالتهابات العميقة في المفصل والأضرار العصبية في الأعصاب وموت الكاحل (Talus necrosis) ناجمة عن مضادات الاستطباب. وسمح للمرضى بالمشي بكامل ثقلهم على المفصل بعد مرور 10 أيام على العملية والجبس. وبدأ المرضى بالتمارين الرياضية بعد ستة أسابيع، وتم الانتهاء من كامل عملية إعادة التأهيل بعد مرور 6 اشهر عموما وبعد سنة في حالات أقل.