عقاقير خفض الوزن لا تؤدي إلى أي مفعول

TT

يحلم بعض البدناء بترشيق انفسهم خلال اسابيع وينجحون بذلك فعلا، لكنهم يعودون الى اوزانهم السابقة بنفس السرعة، واذ يحلم البعض بالترشيق خلال النوم يلجأ البعض الآخر الى انواع العقاقير المطروحة في السوق لتسهيل فقدان الشحوم من جسده. وسواء اعتمد الشخص السمين هذه الطريقة او تلك، فإنه يعبر عن مظاهر تزايد فرط السمنة في البلدان الصناعية وبعض البلدان النامية ايضا.

ويقول البروفيسور ج. هيربراند، مختص علم التغذية من جامعة ماربورغ الالمانية، ان معظم العقاقير المطروحة في السوق، وبعضها ناجح ضد الشحم، تفشل في تقليص وزن الزبون لأن النزوع نحو البدانة قد انزرع سلفا في جينات الشخص وما عادت الادوية قادرة على مساعدته. وجاء ذلك في محاضرة القاها هيربراند في مؤتمر دولي حضره 130 خبيرا في شؤون التغذية وخفض وزن الجسم «حول اضطراب وزن الجسم» وانعقد اخيرا في مدينة ماربورغ.

وهناك، حسب رأي هيربراند، عقاران في الاقل يضمنان تقليل الوزن بمعدل 6 ـ 8 كغم كمعدل من خلال استخدامهما لفترة معينة بالترافق مع برنامج تغذية ورياضة خاص. لكن هذا الانخفاض الضئيل لا يفيد شخصا يزن 150 كغم الامر الذي يدفعه الى تجريب طرق اخرى اقسى. إلا ان هذه الاجراءات قد لا تنفعه لأن البدانة تكون بعد هذه الفترة الزمنية من البدانة قد تغلغلت الى الجينات.

ويؤمل هيربراند وزملاؤه النفس لهذا السبب بالحصول على دعم علم الجينات في البحث عن طريقة اسهل واكثر فعالية في مكافحة البدانة المستشرية. وتدور القضية هنا حول 5 ـ 6 جينات لديها تأثير على نشاط عملية الاستقلاب بالجسم، وبالتالي على عملية استهلاك الطاقة، او على الشهية لالتهام الطعام. فهناك أناس يتحملون الجوع اكثر من غيرهم ويعرفون كيفية السيطرة عليه، وهناك آخرون يفقدون السيطرة على الجوع وربما يحتاجون الى علاج جيني يعينهم.

ويعتقد الباحث، الذي يترأس فريق البحث في «الآليات الجينية في تنظيم وزن الجسم»، ان استخدام الجينات في مكافحة البدانة يتطلب معرفة كافة التفاصيل التي تكشف دور العوامل الجينية في التمثيل الغذائي واستهلاك الطاقة. ويضيف «ما زلنا نجهل الكثير عما يجري في الخلايا الدهنية وفي داخل الدماغ، وهدفنا هو الكشف عن هذه الآليات وتشخيص المناطق الرابطة بين مختلف العمليات بغية استخدام الادوية القادرة هنا، في هذه المناطق بالذات، على التأثير في الشهية او في عملية الاستقلاب ككل».

وهذا يعنى ايضا باستخدام الادوية الكابحة للشهية او الادوية المساعدة على تشجيع هدر الطاقة من الجسم.

وهناك في المانيا حسب تقديرات هيربراند نسبة 25 في المائة من مفرطي السمنة. ويعتبر شديد السمنة كمثل رجل من طول قامة 170 سنتيمترا ووزن جسم 120 كغم. وتكشف الدراسات الاميركية الاخيرة ان نسبة البدانة بين الاطفال تضاعفت خلال السنين العشرين الماضية، ويبدو ان المانيا تلحق بركاب الولايات المتحدة من ناحية السمنة، حسب رأي الباحث، وتصيب السمنة النساء اكثر من الرجال.

وسبق لدراسة هولندية من روتردام شملت 3457 امرأة ورجلا من ثقيلي الوزن ان اثبتت ان البدانة، وما يرافقها من امراض، مثل السكري وضغط الدم وامراض القلب، تقود السمين الى حتفه قبل النحيف. ويعيش البدين، منذ العقد الرابع من عمره، 4 سنوات اقل من غيره، اما شديد السمنة، فإنه يمد قدميه في القبر قبل النحيف بمعدل 6 ـ 7 سنوات.

وعلى البدين ان يكف عن تدخين السجائر اذا كان يريد الحفاظ على حياته، لأن اجتماع البدانة والتدخين قد يقضي عليه سريعا. وتشير الدراسة الهولندية الى ان البدين المدخن يموت بمعدل 13 سنة قبل موت النحيف او المعتدل.

=