فحص دم للتشخيص المبكر لمرض باركنسون أو مرض الرعاش

TT

يمكن للتشخيص المبكر لمرض باركنسون في مراحله الاولى ان يعين الاطباء في معالجة الحالات الصعبة وتجنيب المريض صعوبات جمة كالتي يواجهها الملاكم الاسطوري محمد علي كلاي كمثل. وعموما يتم تشخيص 8 آلاف حالة جديدة كل سنة في الولايات المتحدة، ولكن بعد تفاقم الحالة وظهور الحركات اللاارادية والارتعاش.

ويقول العلماء الاميركان انهم توصلوا الى فحص جديد للدم يمكن ان يعين الطب في التشخيص المبكر للمرض. اذ ان تنكس الخلايا العصبية الدوبامينية الفعل يطلق مادة النيوروميلانين في الدم. وطور العلماء الاميركان لقياس نسبة النيوروميلانين في الدم بما يسمح بتقصي باركنسون منذ بداياته الاولى. وحسب التجارب الاولى التي اجريت على الفئران المختبرية فقد اثبت الفحص نجاحا ظاهرا.

وعادة يعبر مرض باركنسون عن ظهوره في البداية من خلال معاناة المصاب من حالة اكتئاب وألم في الظهر او في الاطراف. ويحتاج الطبيب عامة الى تشخيص مبكر كي يستطيع بنجاح ان يقلل اعراض المرض ويوقف تقدمه باستخدام العقاقير الشائعة مثل كوانزيم كيو والروبينيرول. وافلح البروفيسور بيتر ريدرير من جامعة فورتسبورغ الالمانية بتطوير فحص للدم قادر على تشخيص باركنسون سريريا في مراحله الاولى وبالتالي تسهيل معالجته وان جزئيا.

وعرض ريدرير الفحص في مؤتمر لاطباء الامراض العصبية في ميامي/ فلوريدا، كما استعرض نتائج التجارب الاولية عليه. ويعتمد الفحص كما قلنا على كشف مستوى النيوروميلانين في الدم وهي المادة الناجمة عن عملية تنكس الخلايا العصبية الدوبامينية الفعل بفعل مرض باركنسون. وذكر الباحث في ميامي ان من الممكن الكشف عن النيوروميلانين في الدم بواسطة جسم مضاد معين. وامكن من خلال الفحص اكتشاف اول التغيرات الجارية على الخلايا العصبية في وسط الدماغ بتأثير المرض.

واثبتت التجارب على الفئران ان فحص النيوروميلانين يثبت اصابة المريض بباركنسون، لكنه لا يثبت اصابته بالكآبة او الحركات الارتعاشية الراقصة. وسيعمل الباحثون في خطوة لاحقة على تجربة الفحص على الانسان والتأكد من دقته وخلوه من الحساسية قبل وضعه بشكل نهائي تحت تصرف المستشفيات والعيادات.

وعرض مؤتمر ميامي ايضا دراسات تثبت فاعلية كوانزيم كيو في ابطاء تقدم باركنسون، كما استعرض نتائج العلاج بنوع جديد وذائب من لـ ـ دوبا اسمه ايتيلفودوبا. وذكر البروفيسور كليف شولتز من سان ديغو ان كوانزيم كيو اثبت فعالية ايضا في حماية الخلايا الدماغية من التنكس. وكشفت الابحاث ايضا ان هذا الكوانزيم يوجد في دماء المصابين بباركنسون بنسب اقل مما هي عند الاصحاء الامر الذي يشي بعلاقته بالمرض. والمعتقد ان اضطراب كوانزيم كيو في الميتاكوندريا يمكن ان يكون احد العوامل المسببة للاصابة بمرض باركنسون.

واشار شولتز الى دراسة اجريت على 80 مريضا بباركنسون في مراحله الاولى وعولجوا بواسطة كوانزيم كيو بجرعات تبلغ 300 او 600 او 1000 مغم في اليوم. كما تمت مقارنة النتائج من خلال منح دواء كاذب (بلاسيبو) الى مجموعة منهم. وقام الباحثون بفحص المرضى كل اربعة اشهر مرة للتأكد من مستوى تقدم المرض والاعراض. وذكر شولتز امام المؤتمر انه سجل افضل النتائج في المجموعة التي تلقت جرعات الـ 1000 مغم يوميا من كوانزيم كيو.

وتم ايضا في المؤتمر استعراض نتائج استخدام عقار جديد اسمه ايتيلفودوبا وهو اثيل استر من عقار ليفودوبا، لكنه يتميز بقابليته للذوبان ويفترض ان يتمكن المريض من تناوله بغض النظر عن وجبات الطعام، كما تم ايضا استعراض روتيغوتين، وهو عقار مضاد للدوبامين، ولكن بشكل لصوق هذه المرة.

=