دواء لمعالجة تنخر العظام

TT

سبق للباحثين أن توصلوا إلى إن عقار بايفوسفونيت المستخدم حتى الآن في معالجة تنخر العظام يمتلك فعالية واضحة ضد انتقال ونمو السرطان في نخاع العظام. ويبدو أن تأكيد هذا الاكتشاف جاء الآن من خلال دراسة اميركية أجريت وتثبت فعالية العقار ضد سرطان العظام.

وتقول الدراسة الاميركية التي أجريت على نساء مصابات بسرطان الثدي أن بايفوسفونيت يمنع انتقال ونمو السرطان المذكور في نخاع العظام. وتم الكشف عن نتائج الدراسة في مؤتمر حول الموضوع عقد في جامعة توبنغن الألمانية نهاية الاسبوع الماضي. إلا أن النجاح يتوقف إلى حد كبير على سرعة الكشف عن وجود السرطان والتبكير في منح العقار. وهذا يعني أن منع سرطان الثدي من مد أذرعه الأخطبوطية إلى نخاع العظم يتطلب التشخيص المبكر له والاستخدام السريع لعقار بايفوسفونيت.

وقال الدكتور ايريش سولوماير من جامعة توبنغن أمام المؤتمر ان بايفوسفونيت يعد بطريقة علاجية مثلى للمصابات بسرطان الثدي. ومعروف أن عقار بايفوسفونيت يستخدم بشكل واسع في الطب لمعالجة تنخر العظام وحالاته الناجمة عن طرق العلاج الكيماوية والهرمونية. ويعمل العقار، حسب الدراسة الأميركية، على تقوية العظام وتعزيز مناعتها ضد الخلايا السرطانية المنتقلة من سرطان الثدي إلى نخاع العظم. وذكر سولوماير أن بايفوسفونيت نجح في الأقل في وقف تقدم السرطان كما نجح في «تطويق» الخلايا السرطانية.

وطرحت أمام مؤتمر توبنغن الدولي، الذي حضره 200 طبيب وباحث في شؤون الطرق الجديدة في معالجة سرطان الثدي، طريقة جديدة في إزالة سرطان الثدي بالعمليات الجراحية. وتقول الطريقة الجديدة بعدم ضرورة إزالة كافة العقد الليمفاوية في منطقة الإبط والاكتفاء بإزالة واحدة أو اثنتين منها فقط. وذكر سولوماير ان نتائج هذه العمليات الجديدة كانت أفضل وأقل تأثيرا على المريضات من ناحية الأعراض الجانبية والمضاعفات. كما ثبت من خلال تتبع عواقب هذه العمليات على مدى بعيد أن حياة النساء، بعد إزالة سرطان الثدي، قد تحسنت بشكل نوعي أيضا.

وكان البروفيسور انغو ديل من معهد الأبحاث السرطانية في مانهيام قد توصل في العام الماضي إلى إمكانية استخدام بايفوسفونت في تقليل سرطان نخاع العظم، حيث من المعروف أن ألمانيا تشهد 12 ألف إصابة سرطان بنخاع العظم جديدة كل عام وتحتاج 8000 حالة منها إلى علاج. وهي حالات تنجم بمعظمها عن امتداد سرطاني الثدي عند المرأة وسرطان البروستاتا عند الرجل إلى نخاع العظام. وأجرى ديل دراسته على 300 امرأة تعاني من إصابات أولية بسرطان الثدي ولا يعانين بعد من انتقاله إلى مناطق أخرى. ومنح الباحث المريضات عقار بايفوسفونيت بجرعة 1600 مغم يوميا طوال ثلاث سنوات. ولاحظ الباحث تعزز وضع العظام وتقلص نسبة الإصابة بسرطان العظام بشكل ظاهر عند مقارنة النتائج بنتائج مجموعة المقارنة التي منحت دواء كاذبا (بلاسيبو).

وإلى نتيجة مماثلة توصل الطبيب فريد سعد من مستشفى نوتردام في مونتريال في كندا الى استخدام بايفوسفونيت. وتوصل الباحث إلى أن استخدام العقار عند النساء المعانيات من انتقال الورم إلى النخاع عمل على وقف تقدم المرض وقلل الآلام الناجمة عنه، وهذا لم يحصل مع مجموعة المقارنة التي عولجت بدواء كاذب.

ولا يقتصر تأثير بايفوسفونيت الإيجابي على سرطان الثدي عند النساء لأنه نجح أيضا في وقف تقدم سرطان البروستاتا عند الرجال إلى نخاع العظم. وذكرت دراسة أعدها المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة أن العقار المخصص لمعالجة تنخر العظام حد من ظاهرة انتقال السرطان إلى العظام وقلل الآلام الناجمة عنه، ومن الضغط المسلط على الحبل الشوكي.