نوع من البكتيريا يرفع مخاطر سرطان المعدة عند المدخنين

TT

منذ اكتشاف مسؤولية بكتيريا هيليكوبكتر بايلوري عن 90% من حالات القرحة المعدية قبل سنوات والعلم لا يكل عن كشف المزيد من الأمراض التي تتسبب بها. وبعد دورها المساعد في تعزيز احتمالات تكلس الشرايين وحدوث السكتات الدماغية و الجلطات القلبية. يقول الأطباء الألمان الآن أنها تلعب دورا هاما في زيادة مخاطر سرطان المعدة عند المدخنين. ولا يقتصر هذا الدور على تحول القرحة المعدية إلى سرطان وإنما يتعداه ليشمل احتمال نشوء سرطان عنق المعدة.

وتشير أحدث الدراسات الألمانية إلى إن مخاطر نشوء سرطان المعدة يزداد عند الناس الذين يعانون من قرحة المعدة البكتيرية ولا يكفون عن تدخين السجائر بشراهة. وتزداد هذه المخاطر كثيرا ، حسب رأي أطباء هايدلبيرغ الألمانية، 17 مرة حينما تتعلق قرحة المعدة عند المدخنين بالتهاب بكتيريا هيليكوبكتر بايلوري يعززه الجين البروتيني نوع CagA. ومعروف ان هذا النوع من البكتيريا هو أكثر عدائية والتهابية من بقية أنواع بكتيريا هيليكوبكتر بايلوري. كما كشفت العديد من الدراسات السريرية إن البكتيريا المحتوية على بروتين CagA هي أكثر مناعة على العلاج من بقية أنواع هيليكوبمتر بايلوري.

وهذا يعني من جهة أخرى إن التشخيص المبكر لوجود هذه البكتيريا في معدة المدخنين يمكن أن يكفيهم شر تحول القرحة إلى سرطان خبيث في المراحل المتقدمة من المرض. وقارن الأطباء مخاطر سرطان المعدة عند المدخنين المبتلين بقرحة التهابية بهيليكوبكتر بايلوري مع مخاطر غير المدخنين الذين يعانون من قرحة لا تسببها هذه البكتيريا فوجدوا ان هذه المخاطر مرتفعة جدا لدى أفراد المجموعة الثانية.

وذكر البروفيسور هيرمان برينر، من جامعة هايدلبيرغ الذي ترأس فريق البحث، انه أجرى دراسة شملت 72 مريضا يعانون من قرحة المعدة و 363 مريضا يعانون من سرطان المستقيم (بمثابة مجموعة مقارنة). وإضافة إلى الأسئلة التي تتعلق بحياة وصحة المجموعتين سأل الباحثون أفراد المجموعتين عن عادات التدخين التي يمارسونها وعدد السجائر التي يدخنونها. كما تم سؤال المساهمين في الدراسة ما إذا كانوا يعانون من التهابات ببكتيريا هيليكوبكتر بايلوري في المعدة.

وحرص الأطباء بعد الأسئلة على التأكد بأنفسهم من وجود بكتيريا هيليكوبكتر بايلوري في معد المرضى والتأكد أيضا من دور بروتين CagA في هذه العملية. وكشفت الفحوصات أيضا أن مخاطر سرطان المعدة عند المدخنين أو المعانين من قرحة هيليكوبكتر بايلوري ترتفع إلى العامل 3. وترتفع هذه المخاطر إلى العامل 4 حينما يكون الشخص مدخنا ومصابا بقرحة معدية بهذا النوع من البكتيريا. من الواضح أيضا أن التهاب المعدة التقرحي ببروتينCagA قد رفع مخاطر تحول القرحة إلى سرطان عند المدخنين بشكل قفزة إلى العامل 7.

وللتأكد من دور بكتيريا هيليكوبكتر في نشوء سرطان فم المعدة وليس بسرطان المعدة عموما عمد الأطباء في هايدلبيرغ على إعادة الدراسة على المعانين ما يسمى سرطان «فم المعدة» أو «عنق المعدة. وجاء في التقرير الذي نشرته مجلة «الطبيعة» الألمانية إن هيليكوبكتر بايلوري ترفع مخاطر الإصابة بهذا السرطان عموما. وتعمل البكتيريا الحاوية على بروتين CagA عند غير المدخن على رفع مخاطر الإصابة بسرطان عنق المعدة إلى العامل 6. ويرتفع هذا الخطر، في حالة اجتماع بكتيريا هيليكوبكتر بايلوري (بروتين CagA) مع التدخين، الى 17 مرة.

ونصح الأطباء الألمان بإجراء الفحوصات المبكرة للتأكد من عدم وجود إصابة ببكتيريا هيليكوبكتر بايلوري وخصوصا النوع المحتوي منها على بروتين.