خطر مزدوج يهدد الأطفال والأمهات اللاتي ينفردن بتربية أطفالهن

TT

يعرف الجميع أن الأطفال هم أكثر من يعاني من حالات تمزق العوائل والاضطرار إلى الطلاق. وهي حالات ما عادت تقتصر على المجتمع الصناعي الغربي وإنما صارت تتعداه إلى مجتمعات البلدان النامية اسوة بظاهرة البدانة والانتريت والهواتف النقالة. لكن على من يرغب بالطلاق، من العوائل التي تربي الأطفال، أن ينتبه إلى أن المخاطر التي يتعرض لها الطفل تتضاعف حينما ينفرد أحد الوالدين بتربيته. وهذا ليس كل شيء لأن المخاطر تزداد على الأم التي تنفرد بتربية طفلها أيضا. وهذا في الأقل ما تقوله دراسة سويدية حديثة نشرت أخيرا.

وتفيد الدراسة المذكورة أن أطفال الطلاق الذين يتولى أحد الوالدين تربيتهم معرضون إلى مخاطر الانتحار والإدمان على المخدرات وممارسة «عنف السيارات» بنسبة ضعف ما يتعرض له أطفال العوائل الموحدة. واعتمدت الدراسة، التي أجرتها السلطات الصحية السويدية، على معطيات سجلات الشرطة والمستشفيات وشهادات العوائل في التسعينات عن حوالي مليون طفل.

واتضح من الدراسة وجود 65 ألف طفل ينفرد أحد الوالدين بتربيتهم مقابل 920 ألف طفل تربوا في كنف عوائل موحدة. ولاحظت السلطات الصحية السويدية إن هذا الرقم كبير مع وجود مؤشرات على تصاعده في مطلع القرن الواحد والعشرين. إلا أن أسباب تعرض أطفال الطلاق، الذين يعيشون في كنف أحد الوالدين فقط، إلى هذه الخطر المضاعف غير واضحة بعد.

وينتقل الخطر إلى الأمهات أيضا حيث تبين من الدراسة أن الأمهات اللاتي ينفردن بتربية الطفل يعشن أقل من الأمهات اللاتي يتعاون مع ازواجهن في تربية الطفل في بيت واحد. وبالتحديد فأن الأمهات اللاتي ينفردن بتربية أطفالهن يتوفين بنسبة 70% أسرع من وفاة الأمهات الاعتياديات. وكانت أسباب هذه الوفاة مشابهة للمخاطر التي يتعرض لها أبناؤهن وهي الانتحار والموت بالعنف والإدمان على الكحول.

ويعتقد الباحثون إن سبب قصر عمر هؤلاء الأمهات لا يكمن في مصاعب الحياة وانخفاض المستوى المعيشي والمالي وإنما في العبء الكبير، النفسي والاجتماعي والأخلاقي، الذي يتحملنه جراء الانفراد بتربية الطفل.

ومن الضروري هنا أن لا تفرح الدولة كثيرا حينما تلاحظ أن الأم الفلانية قد تخلصت من بطالتها وصارت تنجح بالتوفيق بين العمل وتربية أطفالها. فهذا العمل سيأتي من جديد على حساب صحة وحياة الطفل والأم على حد سواء. وتكشف دراسة أجريت في جامعة كالفورنيا ـ بيركلي إن أطفال الأم العاملة، التي تنفرد بتربيتهم، غالبا ما يتركون لشأنهم ويقضون أوقاتهم أمام برامج العنف التلفزيونية. كما قد يقع الطفل تحت تأثير بالغين آخرين لا يهمهم مصير الطفل ولا مستوى تطوره العقلي اللاحق. وقارن الباحثون الاميركان بين أطفال الأم العاملة والأم المتفرغة لتربية أبنائها فوجدوا تساويا بين الجانبين فقط في قضية تعلم الكلام والقدرة على النطق. وكان الأطفال الذين يعيشون في كنف والديهم متفوقين في كافة المجالات على أطفال الطلاق.

والخشية هنا على الأطفال لا تأتي من الكحول والمخدرات فحسب وإنما من المشروبات الحاوية على الكفايين مثل القهوة والكوكا كولا. وتوصل الباحثون الاميركيون إلى أن تعاطي الكفايين بكميات ضئيلة يوميا يكفي لبعث الاضطراب بنوم الطفل وبالتالي تقليل كفاءاته ومستواه الدراسي. ويبقى تأثير الكفايين على أطفال المدارس حتى اليوم الثاني ويتسبب بحالة إرهاق وضعف تركيز أثناء الدرس.

وحسب الدراسة فإن الأطفال في المرحلة السابعة من الدراسة (13 ـ 14 سنة) يتعاطون الكفايين من الكوكا كولا بمعدل 63 ملغم في اليوم، وهو ما يعادل تناول نصف قدح من القهوة. وهذا ليس قليلاً لأنه يتسبب باستيقاظ الطفل مساء بشكل متكرر ويعمل على تركيز مظاهر التعب لديهم في النهار.

ونصح الخبراء بمنع أطفال المدارس من تناول الكوكا كولا بانتظام، ورفض بيع هذا المرطب المرغوب في حوانيت المدارس في الأقل.