استخدام غاز ثاني أوكسيد الكربون لكشف سرطان القولون بشكل مباشر

TT

طور العلماء طريقة جديدة لكشف سرطانات القولون والامعاء التي تعتبر القاتل الاول للرجال، وذلك من دون استخدام الادوات الجارحة التي تتطلب فتح البطن، او ادخال الاجهزة الخارجية.

واشارت الدراسات الاولية الى ان هذه الطريقة دقيقة بشكل كاف، لاستخدامها كأداة مسح شاملة لتحري السرطانات. ويقول الاطباء ان هذه الطريقة تكشف اوراما وبوليبات (مرجلات) بشكل اكبر من طرق التنظير العادية.

وقال الدكتور ديفيد الكويست الذي طور هذه الطريقة في مستشفى مايوكلينك في ولاية ماتشوسيتش الاميركية ان طرق تحري سرطانات القولون القديمة ليست دقيقة بشكل كاف لكشف جميع السرطانات، وغالبا ما يعثر على السرطان بشكل متأخر بعد ان تحدث الانتقالات الورمية الى الاعضاء الاخرى، ومعظم المراكز الطبية تعتمد على تحليل البراز (الخروج)، او الغائط، وتحليل الدم لتحري بعض المركبات التي تشير الى وجود الورم او التنظير القولوني بواسطة المجهر الليفي المرن.

الطريقة الجديدة تعتمد على الواقع الافتراضي والكومبيوتر، اذ وجد الاطباء انها ادق بكثير من وسائل الاستقصاء المذكورة سابقا.

بالاضافة الى ان هذه الطريقة سهلة جدا ولا تحتاج الى تخدير المريض او تهدئته ويمكن انجازها خلال دقيقتين فقط.

تعتمد التقنية على نفخ القولون بواسطة ثاني اوكسيد الكربون حتى يتحدد بشكل كامل، وفائدة الغاز هو فتح القولونات وتزويد الاطباء بوسط ظليلي يمكن من خلاله كشف الاورام والبوليبات.

بعد ذلك يعرض الشخص لتصوير طبقي محوري، حيث يتناول التصوير بالتحديد القولونات، اذ تؤخذ مقاطع متعددة للمنطقة، ثم تدخل المعلومات في برنامج كومبيوتري متطور جدا، يحول المقاطع المأخوذة الى اشكال ثلاثية الابعاد، وبذلك ترتسم القولونات على الشاشة بابعادها الثلاثية موضحة التفاصيل والتبدلات الموجودة في الجدار.

ومن مميزات هذه التقنية انه يمكن تكبير المنطقة المشكوك بها في القولونات، حيث يمكن التركيز على الجدار، او الغشاء الداخلي الموجود في القولون.

ويمكن من خلال الواقع الافتراضي قطع القولون الى نصفين والنظر الى المقطع الداخلي للقولون وتدويره على الكومبيوتر لتحري جميع التفاصيل المطلوبة.

ويقول جيمس كان المشارك في هذا المشروع ان التعامل مع القولون الافتراضي اسهل وافضل بكثير من التعامل مع القولون الحقيقي. فبعد اخذ مقاطع كومبيوترية ورسم صورة واضحة للقولون، يمكن من خلال الواقع الافتراضي، الدخول في القولون بواسطة ميكروسكوب افتراضي ايضا وكشف كل جزء منه، وبذلك يتخلص المريض من عناء التنظير الحقيقي الذي يزعج المريض ويؤلمه.

اضافة لما سبق فان الصور المأخوذة من خلال الواقع الافتراضي يمكن ان تساعد الجراح على انجاز مهمته بدقة اكبر، حيث يمكن للجراح اجراء العملية على الكومبيوتر اولا، والتأكد من النتائج، واذا كان مقتنعا بأهمية العملية وامكانية قيامها بشفاء المريض تجرى العملية بشكل حقيقي.

هذه التقنية سوف تقلل نسبة الوفيات بسبب سرطان القولون. ويفكر العديد من الاطباء في استخدامها من اجل الكشف على اعضاء الجسم الاخرى في المستقبل القريب، مثل الكلية والكبد والاقنية الصفراوية والقلب والرئتين.

=