زراعة خلايا العين الصباغية باستخدام تقنية ليزر جديدة

هناك نوعان من تنكس بقعة العين الرطب والجاف * استخدام أجزاء من القرنية لزراعتها في الشبكية

TT

نجح جراحو جامعة هايدلبيرغ الالمانية لأول مرة في العالم في زرع خلايا صباغية في العين لمعالجة تنكس بقية العين. وذكرت مصادر الجامعة ان فريق العمل نال براءة الاختراع لها بعد ان اثبتت فعاليتها في العلاج.

ويطلق على هذا النوع من تنكس البقعة اسم تنكس البقعة الملازم لتقدم سن الانسان، حيث تبدأ قوة البصر بالتناقص. وتنشأ الحالة بالتدريج في بقعة الشبكية نتيجة لقلة المواد المغذية التي تصل الى خلايا البقعة العصبية التي تعتبر اكثر اجزاء العين حساسية. ولا يقود مرض التنكس هذا الانسان الى عمى كامل، لكنه يؤثر سلبا في حياة الانسان اليومية وقدراته على استخدام نظره. ويقول علماء هايدلبيرغ الآن انهم توصلوا الى تقنية جديدة لمعالجة تنكس بقعة الشبكية.

يفرق الطب عادة بين نوعين من تنكس بقعة العين وهما: التنكس «الجاف» والتنكس «الرطب» ويتميز الشكل الجاف من المرض بحدوث تراكمات في البقعة الصفراء تؤدي بالتدريج، وعلى المدى البعيد الى ضعف القدرة البصرية، اما النوع الثاني «الرطب» وهو الشكل الاندر شيوعا من اشكال تنكس البقعة، فيتميز اضافة الى التراكمات في البقعة الصفراء بنمو اوعية دموية دقيقة في الشبكية تمتد الى طبقة الخلايا الملونة الخاصة بمستقبلات الضوء. ولا يعرف العلم بعد سبب حدوث هذه التغيرات في الاوعية الدموية، لكن المعروف انها تزيد سرعة تدهور النظر وقد تقود الى العمى. وعموما يتقدم تنكس البقعة في حالته «الرطبة» بشكل سريع، خصوصا اذا ترافق مع عوامل الخطورة الاخرى مثل التدخين ونقص الفيتامينات. ويمكن للاطباء وقف تقدم التنكس باستخدام تقنية الليزر التقليدية الا انه ثبت ان اشعة الليزر تضر في ذات الوقت بطبقة الخلايا المسؤولة عن تغذية خلايا البقعة ويؤدي بدوره الى اضعاف قدرة الانسان على النظر.

وفشلت حتى الآن كل محاولات تعويض الخلايا الملونة المتضررة بخلايا تتم زراعتها من الخارج، ويعود سبب ذلك الى ظاهرة الرفض المناعية ولفظ الخلايا المزروعة باعتبارها اجساما غريبة، كما ادت محاولات تعويض نقص الخلايا الملونة بمحاليل خلوية مستمدة من مناطق اخرى من العين ذاتها الى نتائج مشابهة.

ويشير البروفيسور فرانك هولتس وفريق عمله من جامعة هايدلبيرغ الى انهم نجحوا باستخدام تقنية ليزر جديدة بربط الخلايا المزروعة بالطبقة المغذية لها.

وذكر هولتس «ان العلاقة بين الخلايا المزروعة والطبقة المغذية تجري على افضل حال». فالجديد هنا هو النجاح في زرع الخلايا الملونة الخارجية، حيث تستمد «سمادها» من ارضية طبقة الخلايا المغذية.

وبدأت العملية باقتطاع شريحة مساحتها 0.9 ملم من حافة القرنية بدقة بالغة. عمل الجراح بعدها على ازالة طبقة الخلايا المتضررة من على البقعة وزرع شريحة القرنية محلها. وتم لصق ومد الصلات بين هذه الطبقة وطبقة الخلايا المغذية بواسطة اشعة الليزر وباستخدام سوائل خاصة عملت على اقامة الصلة بين مستقبلات الضوء والخلايا الملونة.

وثبت بعد فترة ان الصلة قد تأكدت ونجحت الخلايا المزروعة باقامة صلة ثابتة مع مستقبلات الضوء، كما نجحت تقنية الليزر الجديدة في وقف تدهور القدرة على النظر، وبشكل سيعين الكثير من المسنين على تحسين حياتهم اليومية.

وأكد هولتس ان فريق العمل نال براءة اختراع الطريقة باعتبارها الاولى من نوعها على المستوى العالمي. وعبر هولتس عن امله بأن تستخدم الطريقة مستقبلا ليس لوقف تقدم تنكس البقعة فحسب وانما لتحسين النظر عموما ايضا.