جلطات الدماغ «الصامتة» تزيد مخاطر العته الدماغي لدى الإنسان

TT

تزداد مخاطر اصابة الانسان بالجلطات الدماغية الصامتة مع تقدم السن وازدياد تصلب الشرايين وغيرها. وهي جلطات صغيرة لا تتكشف عن اعراض ملحوظة، وقد لا يشعر بها الانسان او يشكو من اعراضها حتى مماته، بل ان بعض هذه الجلطات يتعذر اكتشافها على الطبيب الا بعد وفاة الشخص واخضاع دماغه الى الفحوصات التشريحية. ويقول الاطباء الاميركيون ان فحص ادمغة المتقدمين بالسن بعد مماتهم بواسطة السبنتوموغراف الذري، يكشف العديد من هذه الاصابات الصغيرة، الناجمة عن الجلطات الصامتة، التي لم يشك الانسان منها يوما. وتشير الدراسة التي نشرت في مجلة «نيو انجلاند» الى ان الجلطات الصامتة الصغيرة لا تبقى دون مضاعفات لأنها تزيد مخاطر اصابة الانسان بالعته. ويزداد هذا الخطر عند المسنين حينما يصابون بجلطة تعقبها العديد من الجلطات الصامتة غير المحسوسة.

اجريت الدراسة على 1077 شخصا سليما بين العامين 1995 و1996 ومن اعمار تزيد عن 60 سنة باستخدام اجهزة تخطيط السبنتوموغراف الذري. وقد فحص الاطباء ادمغة المتطوعين بواسطة هذه الاجهزة ثم دعوا الاحياء منهم مرة اخرى الى الخضوع للفحص بعد مرور 4 سنوات. وتم فحص المتطوعين نفسيا وعقليا في الحالتين بحثا عن العلاقة بين الجلطات الدماغية الصامتة والعته.

وكتب الباحثون ان الجلطات الدماغية الصامتة لا تمر دون مضاعفات كما هو معتقد. وكشف المعانون من هذه الجلطات ضعفا عقليا ذكائيا ظاهرا يعتقدون انه ناجم عن تقدم السن وضعف الذاكرة. ويعتقد الباحثان جون بلاس وراجيف راتان، اللذان نشرا الدراسة، ان من الممكن اعتبار تعرض الانسان الى الجلطات الدماغية الصغيرة والصامتة مؤشرا على اصابة هذا الانسان بالعته مستقبلا. وتكشف صور السبنتوموغراف الذري ان جلطة دماغية لا تزيد عن 3 ملم يمكن ان تزيد مخاطر التعرض للعته لاحقا بنسبة 95%.

وذكر الباحثان انهما تأكدا من علاقة الجلطات الصامتة بالعته من خلال مقارنة المصابين بها قبل الدراسة وبعدها من خلال فحص الذكاء والذاكرة والوضع النفسي والعقلي. وقد تطابقت نتائج الفحوصات هذه مع النتائج التي تم اثباتها بواسطة تخطيطات الدماغ.

وسبق لدراسة طبية سابقة ان كشفت ان الانسان يتعرض خلال حياته الى جلطات دماغية تفوق كافة تصوراته. وذكرت دراسة اعدها اطباء الامراض العصبية في مدينة روتردام الهولندية ان 80% من جلطات الدماغ التي يصاب بها الانسان تمر بصمت ودون اعراض. ولا تظهر اعراض هذه الجلطات، وتدفع المريض لزيارة الطبيب، الا في حالة واحدة من كل ست حالات.

اجريت الدراسة على 1000 متطوع من اعمار تتراوح بين 60 و90 سنة ويفترض انهم كانوا بصحة جيدة، واظهرت تخطيطات الدماغ بواسطة السبنتوموغراف الذري ان 259 منهم تعرضوا الى جلطات دماغية، الا ان نسبة 17% فقط احست بها. وهي جلطات غير محسوسة ويمكن تصنيفها ضمن الجلطات الصغيرة الصامتة. ولاحظ الاطباء هنا ان النساء اكثر عرضة من الرجال للجلطات الصامتة ربما بحكم الاختلاف الهورموني. واعتبر الاطباء الهولنديون ان اهم العوامل المساعدة على الاصابة بالجلطات السن والجنس (النساء) وارتفاع ضغط الدم. وفي حين يضيف بعض الباحثين عاملي التدخين والكحول الى هذه العوامل يميل البعض الى الاعتقاد بأن تعاطي المشروبات الكحولية بشكل معتدل قد يقي من الجلطة ويقلل مخاطر العته على المسنين.