الكحول يرفع مخاطر الإصابة بالإيدز وتكاثر فيروسه في الجسم

TT

اضاف الباحثون الاميركيون خصلة جديدة سيئة الى قائمة مساوئ الكحول حينما كشفوا عن دور المشروبات الكحولية في مضاعفة خطر الاصابة بمرض الايدز المهلك. وكان العلماء الروس اول من لمحوا الى هذا الاحتمال من ملاحظتهم لنسبة الايدز المرتفعة في روسيا بين الكحوليين. وذكر الباحثون من جامعة لويزفيل في ولاية لويزيانا في الولايات المتحدة ان الايدز ينتقل بسهولة بين الكحوليين لسبب اساسي وهو ان الفيروسات تتكاثر اسرع في الجسد الكحولي، هذا الى جانب انهم اقل حذرا من غيرهم اثناء الممارسة الجنسية بسبب تأثير الكحول، كما انهم اكثر ميلا للمعاشرة المتعددة من غيرهم. وهذه نتائج سبق لاحصائيات سابقة ان اعترفت بها. ولا ينبغي هنا ان ننسى التأثير السلبي للادمان على الكحول على صحة الانسان عموما وعلى جهاز مناعته. وأجرى الباحثون دراستهم على قرود الريسوس المصابة بفيروس SIV الشبيه بفيروس الايدز. وفحص العلماء دماء القرود المصابة بعد اسبوع واحد من افتعال اصابة القرود بالمرض. واتضح من خلال الفحوصات ان الفيروسات لدى القرود «المدمنة» على الكحول قد تكاثر عددها وتزايد 64 مرة عما هو عليه في دماء القرود غير الكحولية. واستنتج العلماء من هذه الفحوصات ان الكحول يوفر اجواء افضل لنمو وتكاثر الفيروسات في الجسم.

وذكر العلماء انه من غير الواضح لهم بعد ما اذا كانت الخلايا قد اطلقت المزيد من الفيروسات في الدم او انها قد «نسخت» المزيد منها بتأثير وجود الكحول. وكان الباحثون قد استخدموا كميات من الكحول مع القرود تعادل نحو 6 الى 10 اقداح يتعاطاها الانسان يوميا.

عقار «تي 20» علاج فعال لمرض الإيدز وكان الباحثون الاميركيون قد اشادوا بعقار «تي 20» الذي اقرته ادارة الاغذية والادوية الاميركية كعقار لمعالجة فيروس HIV. وذكر الباحثون ان هذا العقار يتفوق على بقية الادوية لانه اثبت فعالية في معالجة حتى الحالات الميؤوس منها.

وكانت السلطات الصحية الاميركية قد اجازت عقار فوزيون «تي 20» لعلاج المرضى الذين تفشل عقاقير معالجة الايدز في ايجاد خلاص لهم. وهو دواء من انتاج شركتي روش وتريميرس الصانعتين له.

الا ان الباحثين الذين اختبروا العقار اكدوا انه جدير بالاهتمام، خاصة للمرضى الذين يمكنهم بالفعل دفع التكاليف الباهظة لمجموعة العقاقير التي قد تسهم في انقاذ ارواحهم.

وقد اجرى الدكتور جاكوب لاليزاري ومجموعة من زملائه دراسة على 491 مريضا مصابا بفيروس الايدز، سبق لهم ان تعاطوا 16 عقارا متوفرا تستخدم في مجموعة العقاقير المعروفة بفاعليتها العالية في مكافحة فيروسات الايدز، إلا ان هذه العقاقير فقدت فاعليتها مع هؤلاء المرضى، وبدأ الفيروس في التكاثر مدمرا جهاز المناعة في اجسامهم، وقام الباحثون باعطاء ثلثي المرضى عقار «تي 20» مرتين في اليوم، بينما اعطي الثلث الاخير عقارا وهميا ليس له فاعلية، كما اعطوا لهم جميعا مجموعة ذات تركيبة جديدة من العقاقير المضادة للفيروسات. وبعد شهرين عانى ثلثا المرضى الذين تناولوا عقارا بلا فاعلية من فشل في مكافحة الفيروس ادى الى تكاثره حتى مستوى معين، مقارنة مع %16 من المرضى الذين تناولوا عقار «تي 20» وبعد ستة اشهر عانى %64 من المرضى الذين تناولوا عقارا بلا فاعلية من فشل في مكافحة الفيروس، مقارنة مع %41 من المجموعة التي تناولت عقار «تي 20».

وعبر لاليزاري عن اعتقاده بأن «تي 20» سيعمل بطريقة افضل مع المرضى الاحسن حالا من الذين اجريت عليهم الدراسة، إلا انه اقر بان الصعوبة تكمن في تحديد موعد بدء العلاج بعقار «تي 20» الذي لا يمكن الاكتفاء به وحده في علاج الإيدز.