زراعة الأعضاء قد تنقل معها الخلايا السرطانية والأورام

«كابوزي» أهم السرطانات التي تحدث بعد زراعة الأعضاء * بعض الأطباء يعتقدون بأن سبب السرطان هو فيروس HHV8

TT

يجري الجراحون آلاف عمليات زراعة الاعضاء يوميا على المستوى العالمي، وهي عمليات صارت تبدأ بالقلب وتنتهي بنخاع العظام والكبد، وفيما ينتظر آلاف الناس وصول دورهم في الحصول على كلية سليمة أو كبد سليم، يرى الباحثون الايطاليون ان زرع الاعضاء قد يجلب معه من دون قصد زرع خلايا سرطانية صامتة من الشخص المتبرع الى الشخص المستقبل.

ورغم ان نقل الامراض السرطانية بواسطة عمليات الزرع كان موضع نقاش منذ وقت طويل، الا ان الفرصة لم تسنح لاثبات ذلك حتى الآن، وكتب العلماء الايطاليون من جامعة مودينا في مجلة «نيتشر ميديسين» انهم توصلوا لاثبات ذلك في حالات سرطان يدعى كابوزي، ويعتبر السرطان المذكور نوعا من الاورام السرطانية التي تصيب خلايا جدران الاوعية الدموية الصغيرة في بشرة الانسان. وكان الباحثون يعتقدون ان المسؤول عن هذا النوع من السرطان هو فيروس HHV8، الا ان العلماء الايطاليين يرون الآن ان عمليات زرع الاعضاء تنقل الخلايا السرطانية نفسها من جسم المتبرع الى جسم المتلقي.

وترى النظرية السابقة ان الفيروس يجري نقله الى الشخص المتلقي في ظروف مناسبة تماما لنموه، اذ من المعتاد ان يمنح الاطباء المتلقي المضادات الحيوية ويعملون في ذات الوقت على اضعاف مناعة جسم الشخص تجنبا لظاهرة الرفض المعروفة. وهذا يعني ان ظروف تكاثر الفيروس ونموه ستتوفر وتتوفر معها امكانية نمو الخلايا السرطانية المشوهة.

ويعمل ضعف نظام مناعة الجسم على زيادة فرص نقل السرطان من المتبرع الى المتلقي، وهو ما يدفع العلماء للاعتقاد ان البشر الذين اخضعوا لعمليات الزرع هم اكثر عرضة من غيرهم للاصابة بسرطان كابوزي بمعدل 400 ـ 500 مرة مقارنة مع الناس العاديين. وسبق لدراسة اميركية ان احصت هذا النوع من السرطان بانه يصيب واحدا من كل 200 مريض في الولايات المتحدة.

وتوصلت الباحثة الايطالية باتريسيا باروزي وفريق عملها من جامعة مودينا الى اثبات علاقة هذا السرطان بعمليات زرع الاعضاء من خلال دراسة اجريت على 6 نساء مصابات بهذا السرطان ونلن اعضاء مزروعة من ذكور.

وعثر الباحثون عند 4 نساء على آثار تشي بوجود خلايا سرطانية تم نقلها الى المتلقيات بسبب عمليات الزرع، كما وقع العلماء على مؤشرات اولية تدل على وجود صلة وراثية ايضا في هذه الخلايا السرطانية في اربع نساء ايضا. واتضح ايضا ان هذه المعلومات الوراثية مرتبطة بالكروموسوم الذكريY. وثبت من خلال فحص مريض سابع ذكر وجود هذه الصلة الوراثية ايضا عبر الكروموسوم الذكري.

وتنهي هذه النتائج النقاشات جزئيا حول نقل السرطان من خلال فيروس HHY8 بعد اجراء عمليات زرع الاعضاء، الا انها لا تنهي مشاركة هذا الفيروس تماما في نقل السرطان، كما ان هذه الكشوف الجديدة قد لا تقصي دور خفض مناعة الجسم في زيادة مخاطر تعرض الانسان للاصابة بالاورام السرطانية.

وكتب الباحثون في مجلة «نيتشر ميديسين» ان الموضوع بحاجة الى المزيد من الدراسات رغم وجود العديد من المؤشرات التي توفرها الدراسة على تورط الخلايا السرطانية مباشرة من خلال نقل الاعضاء المزروعة.

ويصيب سرطان Kaposi Sarcoma عادة مجموعة الناس من اعمار بين 40 و50 سنة، لكنه اكثر شيوعا بين الرجال منه بين النساء وبنسبة 12 رجلاً الى امرأة واحدة. وهو سرطان يسري ببطء، ونادرا ما يتطور بشكل سريع يهدد حياة متلقي العضو المزروع، كما اثبتت التجارب حتى الآن ان الطب يملك حظا كبيرا في معالجة هذا السرطان بالطرق التقليدية وتخليص الانسان من خطره.