الأدوية الخافضة للكوليسترول تقلل ضغط الدم والسكتات الدماغية بمعدل 27%

TT

يمكن للأدوية الخافضة للكوليسترول في الدم ان تفيد مرضى القلب والمعانين من ارتفاع ضغط الدم. وتشير دراسة اميركية من شيكاغو إلى أن خافضات الكوليسترول في الدم قللت خطر السكتات الدماغية ايضا بنسبة 27%.

وهذا ليس كل شيء لأن خافضات الكوليسترول عملت ايضا على خفض مخاطر التعرض لجلطات القلب وامراض الاوعية الدموية بنسبة 36%. وجاءت هذه التقديرات حسب دراسة دعيت Ascot عرضت في مؤتمر الكلية الطبية الاميركية للقلب في شيكاغو. وتم الكشف عن نتائج الدراسة بعد ثلاث سنوات فقط من بدئها رغم ان الباحثين خططوا فترة خمس سنوات لاجرائها. ويعود السبب الى النتائج الايجابية السريعة التي تحققت وتكشف فاعلية الادوية الخافضة للكوليسترول على امراض القلب وضغط الدم. وشملت الدراسة مرضى لديهم خطورة عالية للتعرض لارتفاع ضغط الدم ويعانون من مستوى كوليسترول طبيعي أو مرتفع بشكل طفيف وتعاطوا الادوية الخافضة للكوليسترول (اتورفاستاتين) Atorvastatin طوال 3 سنوات بالترافق مع تناول الادوية الخافضة لضغط الدم. وتكشف الدراسة بلا شك عن ان العلاج بالادوية الخافضة للكوليسترول والخافضة لضغط الدم معا يمكن ان يقلل مخاطر امراض القلب والدورة الدموية والسكتات الدماغية حسب رأي البروفيسور بيورن ديلوف نائب رئيس ASCOT. وقال ديلوف، الاستاذ في جامعة غوتبورغ في السويد، ان هذه النتائج تعد بتقليل حالات الوفيات بسبب امراض القلب والدورة الدموية التي اعتبرت اهم اسباب الوفيات في السويد عام 1999. ويصاب في السويد 300 الف انسان بجلطات القلب سنويا اضافة الى اكثر من 400 الف يصابون سنويا بالسكتات الدماغية.

شارك في دراسة ASCOT نحو 19342 رجلاً وامرأة تتراوح اعمارهم بين 40 ـ 79 سنة ويعانون من ضغط الدم وتتوفر فيهم ثلاثة عوامل خطورة على الاقل للتعرض الى امراض القلب والاوعية الدموية مثل السن والتدخين وداء السكري. وكان الغرض من الدراسة هو معرفة ما اذا كانت عقاقير خفض الضغط الجديدة تتمتع بفاعلية جيدة كسابقاتها من الادوية. وتم تخصيص نصف المشاركين في مجموعة للتأكد ما اذا كان تناول الادوية الخافضة للكوليسترول الى جانب الادوية الخافضة لضغط الدم يتمتع بنتائج ايجابية على امراض القلب والاوعية الدموية. وتبين ايضا ان التأثير الايجابي للعلاج كان اسرع وأكثر فاعلية من خلال العلاج المزدوج بالمقارنة مع النتائج التي ظهرت عند مجموعة أخرى اكتفى الاطباء بمعالجتها بالادوية الخافضة لضغط الدم.

وحسب مصادر ASCOT فقد تم قطع الدراسة بعد 3 سنوات لأن المرضى في مجموعة البلاسيبو (العلاج الكاذب) ما عادوا يتحملون المواصلة وصاروا معرضين لمصاعب صحية. وظهر ايضا ان معالجة المرضى بجرعات صغيرة ايضا من الاتورفاستاتين (10مغم) كان مفيدا وبسرعة في وقاية المرضى من الجلطات وامراض القلب الأخرى.

وذكر البروفيسور بيتر سيفر، الذي ساهم في دراسة ASCOT، ان نتائج الدراسة تدعو الى اعادة النظر بطريقة معالجة بعض الحالات الخاصة مثل المعانين من ضغط دم عال ومستوى كوليسترول شبه طبيعي. وهذا يعني امكانية التخلي عن خافضات الكوليسترول عند مرضى هذه المجموعة.

يذكر ان اكثر من 400 دراسة سريرية والكثير من الدراسات الرقابية التي شملت اكثر من 80 الف انسان قد اجريت حول تأثيرات اتورفاستاتين وفعاليته واعراضه الجانبية حتى الآن.