إجراء عمليات قلبية بأنظمة التحكم عن بعد من خارج غرف العمليات في ألمانيا

TT

* إدخال مسبار خاص إلى شرايين القلب عن طريق نظام ملاحة صغير

* التحكم بالعمليات عن بعد يقلل فرص تعرض الأطباء لإشعاعات الأجهزة *تقدم جراحو القلب الالمان خطوة اخرى على طريق التحكم بعمليات القلب عن بعد حينما نجحوا بادخال مسبار الى قلب مريض يرقد في غرفة العمليات عبر توجيهه بواسطة جهاز تحكم وحقل مغناطيسي معين من غرفة اخرى، ووصف البروفيسور كارل هاينز كوك نجاح العملية بالقول: «دخلنا عالم القلب الخيالي من اوسع ابوابه». وتعتبر هذه العملية اول عملية من نوعها تجرى في اوروبا واستخدم فيها اول مسبار من نوعه في اوروبا والعالم، وتم تنفيذ العملية في مشفى القلب «سانت جورج» في هامبورغ، حيث تم استعراض تفاصيلها امام الصحافيين وحشد كبير من جراحي القلب. وذكر كوك ان العملية فاعلة ايضا في معالجة تكلسات شرايين القلب التي كانت تعالج بالتدخل الجراحي حتى الآن، وتم تصنيع الاجهزة المستخدمة من قبل شركة ستيريوتاكسيس الطبية.

وزود المهندسون التقنيون المسبار بقطعتي مغناطيس صغيرتين جدا ولكن قادرتين على توليد حقل مغناطيسي يوجه المسبار وفق نظام ملاحة الكتروني بقوة 1 تيسلا، اي ما يعادل 2000 مرة من الحقل المغناطيسي للارض. ويتمكن جراح القلب من توجيه المسبار الى القلب عبر تغيير الحقل المغناطيسي في نظام الملاحة الصغير. وتعتبر المادة التي صنع المسبار منها فريدة ايضا لانها تزوده، عكس الاجهزة السائدة، بمرونة عالية ونعومة وسلاسة كبيرتين، ويتحرك كما لو انه حبل مطاطي رفيع. ويتابع الجراح العملية على شاشة تلفزيون في غرفته. ويقول كوك انها تصدر اقل ما يمكن من الاشعاعات، ويأخد المسبار صورا رقمية تظهر مباشرة على الشاشة بدقة ووضوح كاملين، وطبيعي ان اهم مزايا النظام الجديد هو جلوس الطبيب خلف الشاشة في غرفة اخرى وعدم اضطراره للعمل في غرفة العمليات وسط اجراءات تقليل التعرض الشعاعي.

وعبر البروفيسور كوك عن تفاؤله بالطريقة الجديدة، مشيرا الى انها ستفتح الطريق امام ثلاث عمليات كان الجراحون يعانون من صعوبات جمة في اجرائها، وهذه العمليات هي: اولا، انسداد الشريان التاجي المزمن الذي يعتبر «شيطان» جراحة القلب، حيث يعد المسبار والنظام الجديدان بامكانية فتح هذه الانسدادات والتضيقات من دون عملية جراحية. ثانيا: معالجة حالات اضطراب النبض المعقدة كما هو معروف في الرجفان الاذيني. ثالثا: معالجة حالات ضعف القلب الشديدة بواسطة ضابط الايقاع الذي يحفز حجرتي القلب. والصعوبة في الحالة الاخيرة تتمثل في العجز عن تحديد مكان الاقطاب بشكل مضبوط باستخدام المسبار التقليدي.

ويخطط مشفى سانت جورج في هامبورغ الى وضع ضوابط عالية ومتشددة في استخدام نظام الملاحة المغناطيسي في القلب بهدف التوصل الى افضل النتائج مع نهاية العام الحالي، وتهدف المتابعة المنشودة الى التعرف بشكل كامل على مزايا النظام الجديد عن القديم وتشخيص مناطق استخدامه بالضبط، ويأمل كوك ان ينجح النظام في فرض نفسه في كافة مستشفيات المانيا خلال ثلاث الى خمس سنوات من الآن.

وامتدح البروفيسور غونتر برايتهاردت من مركز القلب في مونستر النظام الجديد وتوقع له مستقبلا طبيا جيدا في حالات القلب المعقدة التي كان المسبار التقليدي يقف عاجزا امامها، وسبق لبرايتاهاردت ان استخدم النظام في مستشفيات الولايات المتحدة. وقال برايتهاردت ان معرفة مدى استخدام نظام الملاحة المغناطيسي سيعتمد على النتائج النهائية التي تلي فترة تجريبه.