أجسام مضادة من التبغ لمعالجة مرض السعار الذي تنقله الكلاب للإنسان

TT

تنهمك صناعة التبغ هذه الأيام بإعادة حساباتها وفق منظور تقلص إنتاج السجائر بسبب الحملة العالمية لمكافحة التدخين. ويبدو أن النجدة ستأتي على يد ذات النبتة التي تسبب كل هذا الدخان، ولكن عن طريق توظيفها في مجالات أخرى. ويعتقد العلماء الاميركيون أن على صناعة التبغ أن تتحول من إنتاج السجائر، القاتل للبشر، إلى إنتاج المواد الطبية المفيدة. وبنى العلماء اعتقادهم هذا على أساس اكتشاف توصلوا إليه ويقول ان نبتة التبغ مصدر للأجسام المضادة لفيروسات مرض السعار (داء الكلب). وذكر العلماء من جامعة ثوماس جيفرسون أنهم نجحوا في تكوين الأجسام المضادة المذكورة من خلال أبحاثهم حول مكونات التبغ المفيدة لصحة الإنسان. وكتب الباحثون إنهم جربوا الأجسام المضادة في مصل على الحيوانات ونجحوا في وقف انتقال العدوى بين هذه الحيوانات.

ويصيب السعار الحيونات ولكنه يمكن أن ينتقل إلى الإنسان في حالة تعرضه لعضات هذه الحيوانات وخصوصا الكلاب. وتشير إحصائية الأمم المتحدة إلى وفاة 50 ألف إنسان سنويا على المستوى العالمي بسبب مرض السعار. ويصيب المرض في الأغلب سكان بلدان العالم الثالث في حين أنه اصبح نادرا جدا في الغرب الصناعي.

ويجري التلقيح ضد مرض السعار عادة بعد وقوع الإصابة وحدوث العدوى الأمر الذي قد يجعله أحيانا متأخرا ويؤدي إلى موت المريض. ولهذا فان من المهم جدا أن يمنح المريض في الحال جرعات من الأجسام المضادة الكفيلة بوقف تقدم السعار في جسم الإنسان. ويزرق الطبيب عادة حقنة الأجسام المضادة في منطقة الإصابة أو منطقة العضة.

وتمت عملية تحضير هذه الأجسام المضادة «الاميونوغلوبيولين» من مصل دماء الحصان. وتتسبب هذه الأجسام المضادة، وإن بدرجات مختلفة، بمضاعفات وأعراض جانبية مثل الحمى والطفح الجلدي والحساسية. ويفضل العلماء على هذا الأساس إنتاج الأجسام المضادة من أمصال دماء البشر، أي من الناس المصابين سلفا بالمرض ويحملون الأجسام المضادة في دمائهم، إلا أن هذه الأمصال نادرة تقريبا كما أن كلفة إنتاجها عالية وتفشل بعض البلدان الفقيرة في الحصول عليها.

وأعلن العلماء الاميركيون عن طريقة جديدة لتحضير الأجسام المضادة للسعار وبشكل يجعل الإنسان اكثر تحملا لها وأسرع استجابة لها، فقد وجد العلماء في النباتات مصدرا جديا للبحث عن مثل هذه الأجسام المضادة الشديدة الحيوية لصحة الإنسان. وذكر علماء جامعة ثوماس جيفرسون، وهم نفس الفريق الذي توصل إلى إنتاج الأمصال السائدة في السوق ضد السعار، أنهم أفلحوا في زرع الجين البشري المسؤول عن تكوين الأجسام المضادة للسعار عند البشر في نبتة التبغ، كما نجح فريق العمل في خطوة أخرى إلى تحويل الأجسام المضادة إلى مصل يزرق في الجسم.

ويقول العلماء أيضا انهم نجحوا مختبريا في استخدام الأجسام المضادة المستمدة من نبتة التبغ في معالجة حالات السعار. وعمل المصل الجديد في الفئران المختبرية على مواجهة فيروسات السعار ووقف تقدم الإصابات وتجنب موت أي من الفئران. وهذا ليس كل شيء لأن الزرق المسبق للفئران بالمصل وقاها من الإصابة بالمرض نتيجة لاحتكاكها بالفئران المسعورة.

وفي تجربة أخرى في مركز الوقاية والرقابة على الأوبئة في اتلانتا في الولايات المتحدة تم شفاء خنازير غينيا المختبرية من فيروسات السعار. وعبرت منظمة الصحة العالمية عن اهتمامها بالاكتشاف الجديد وحددت موعدا للقاء مع الباحثين والإطلاع على نتائج عملهم.