الكوليسترول مادة ضرورية للجسم والعادات الغذائية السيئة وراء تشويه صورته

TT

أكدت دراسة علمية انه رغم اهمية الكوليسترول في حياتنا، الا ان البعض يصوره وكأنه الخطر المحدق بالحياة، وهو الامر الذي شوه صورة الكوليسترول.

ويقول الدكتور عادل شكري استاذ الكيمياء بجامعة القاهرة لـ«الشرق الأوسط»: «ان سوء العادات الغذائية هو السبب في تشويه صورة الكوليسترول رغم انه جوهري للحياة، حيث يأكل الانسان كميات اكبر بكثير من حاجته الى جانب ان هذه الكميات غنية للغاية بالدهون».

ويؤكد شكري انه لا يمكن للحياة ان تستغني عن الكوليسترول وان الخطر يظهر فقط عند زيادة كمياته بالجسم، مشيرا الى ان هذا الكوليسترول او هذه المادة البيضاء الدهنية تم اكتشافها عام 1814 وسميت «الكوليستيرين»، وانه في اواخر القرن التاسع عشر تغير الاسم الى كوليسترول بعد اكتشاف انها مركب يحتوي على مجموعة هيدروكسيل، وانه في الثلاثينات من القرن العشرين تمت معرفة التكوين الجزيئي لهذا المركب، مؤكدا ان جسم الانسان يحتوي على حوالي 235 جراما من الكوليسترول، اي ما يقرب من ربع كيلوجرام، وان جزءا كبيرا منه يتركز في الجهاز العصبي وحوالي %3 من وزن المخ يتكون من الكوليسترول، كما ان المادة الصفراء ايضا التي يفرزها الكبد تحتوي على %3 - 2.5 من مواد ذائبة، وهذه تكون نسبة الكوليسترول فيها %5، موضحا ان الكوليسترول ليس من المواد الشديدة الذوبان في سوائل الجسم، ولذا فإنه من السهل ان يترسب على هيئة بلورات في القناة المرارية ويؤدي الى انسدادها، اما في الدم فيؤلف الكوليسترول حوالي %0.65 من المواد الذائبة، مشيرا الى ان هذا المقدار قادر على خلق المتاعب احيانا، لأن الكوليسترول يميل الى التسرب من الدم والوصول منه الى بطانة الشرايين ليترسب على جدرانها محدثا التصلب. ويوضح انه على الرغم من ان الكوليسترول قليل الذوبان في الماء، فإنه شديد الذوبان في الدهون، ومن اجل ذلك يوجد في الاجزاء الدسمة من الطعام والدهون الحيوانية التي تعد الاغنى بالكوليسترول من الزيوت النباتية، مؤكدا انه رغم التحذير من تناول المواد الدسمة المحتوية على الكوليسترول فلا ينبغي ان يدفعنا هذا الحذر الى التفكير في الكوليسترول باعتباره خطرا على حياتنا، إذ انه جوهري للجسم باعتباره احد المركبات المهمة التي يتكون منها النسيج الحي بأجسامنا وان الخطر الناجم عن ان الكوليسترول لا يظهر فقط الا في الافراط في تناول الاطعمة الدسمة والانواع الغنية بالمواد الدهنية، لذلك تبقى صورة الكوليسترول مرهونة بالعادات، ومتى تحسنت هذه العادات الغذائية تحسنت بالتالي صورة الكوليسترول امامنا، ولكن في ظل بقاء هذه العادات الغذائية السيئة تبقى الصورة المشوهة للكوليسترول.