نجاح أول زراعة لجزء من الكبد بين مرضى ومتبرعين أحياء في الشرق الأوسط

فريق طبي سعودي ـ ياباني يجري العمليتين بالرياض لمصابين بالفشل الكبدي

TT

نجح فريق طبي سعودي ـ ياباني في إجراء عمليتي زراعة كبد لمريضين بالفشل الكبدي، باستخدام الفص الكبدي الأيمن، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني في الرياض.

وقال الفريق الطبي المشارك في العملية الذي ضم ثلاثة جراحين سعوديين هم الدكتور عبد المجيد العبد الكريم، الدكتور سمير عيسى، والدكتور محمد الصفيان، بمشاركة الدكتور بسام الحمصي وبالتعاون مع فريق طبي ياباني بقيادة البروفيسور تاناكا واثنين من مساعديه، ان العمليتين تم إجراؤهما في مطلع شهر رمضان الحالي، وأن حالة المريضين مستقرة وكذلك المتبرعين.

وقد أجريت العملية الأولى بين كل من المتبرع الأول محمد الزهراني (27 عاما) الذي تبرع لوالده عبد الخالق الزهراني (50 عاما) المصاب بالفشل الكبدي نتيجة الإصابة بالفيروس C، مما أدى إلى وصوله إلى مرحلة متقدمة من الفشل الكبدي، في حين أجريت العملية الثانية للمتبرعة لمياء العزب، مصرية (39 عاما) التي تبرعت لزوجها أحمد (49 عاما) المصاب بفشل كبدي في مرحلة متقدمة بسبب الفيروس C. وشملت الجراحة إزالة فص من كبد المتبرع ثم زرعه لدى المريض، وتم اختيار الفص الكبدي الأيمن لأن حجمه أكبر وتمكن زراعته لدى البالغين.

جراحة عالمية ويعتبر البروفيسور تاناكا، الذي قاد إجراء العمليتين، أحد رواد هذه الجراحة في العالم، التي يتم إجراؤها في عدة مراكز عالمية في الولايات المتحدة وأوروبا، ولم يتم إجراء هذه الجراحة باستخدام الفص الأيمن الكبدي في منطقة الشرق الأوسط من قبل، إلا أنه تم إجراء نحو 500 عملية جراحية من هذا النوع في العالم حتى الآن.

وأوضح الدكتور سمير عيسى نائب رئيس قسم الجراحة، أن مثل هذه العمليات بالغة الأهمية حيث لا تتوافر أعضاء كافية من المتوفين دماغيا، وحيث أن القصور الكبدي مرض قاتل إذا لم تتم زراعة الكبد. وبين الدكتور عيسى أن إجراء العملية بين الأقارب يتطلب أن يكون المتبرع من أقارب الدرجة الأولى للمريض، وأن يخضع إلى فحوصات تحدد مدى صلاحيته للتبرع بجزء من الكبد ومدى توافق الزمرة الدموية وصحة المتبرع، كما يحتاج المتبرع للبقاء في المستشفى فترة تتراوح بين 7 و10 أيام، ويستأنف عمله الطبيعي خلال ثمانية أسابيع من تاريخ الجراحة، مع عدم القيام بمجهود جسماني شديد مدة ثلاثة أشهر.

وأضاف الدكتور عيسى أن ما يبقى من الكبد لدى المتبرع ينمو ويتكاثر إلى حجم يقارب الحجم الطبيعي قبل التبرع خلال فترة قصيرة بين أربعة وستة أسابيع. وكذلك الحال بالنسبة لمتلقي التبرع، حيث ينمو جزء الكبد الذي تمت زراعته إلى حجم يقارب بين 80 و90 في المائة من حجم الكبد الأصلي.

ومن جانبه ذكر الدكتور عبد المجيد العبد الكريم، أن نسبة 5 في المائة من السكان في السعودية مصابين بفيروسCالذي يستدعي علاجه عملية زرع جزء من الكبد، مشيراً إلى أن عادات صحية وإجتماعية كانت وراء ارتفاع نسبة المصابين بالمرض في المملكة، ومن أبرزها نقل الدم من دون إجراء فحوصات كافية كما كان يحدث قبل عدة أعوام، وإجراء عمليات الحجامة بدون تعقيم أو تطهير، وجرح الجلد بأدوات غير معقمة ومعرضة للفيروسات.

وأشار الدكتور العبد الكريم، إلى أن المرض يتأخر في ظهوره إلى نحو 25 عاماً أحياناً، قبل أن يظهر كحالة مرضية تستدعي العلاج المباشر بالأدوية أو الزراعة، موضحاً أن عمليات زراعة الكبد تحمل نفس التأثيرات التي تتبع العمليات الجراحية الكبيرة الأخرى، والتي تتضمن مشاكل القنوات والمجاري الصفراوية الباقية في الجزء الأيسر من الكبد، ويمكن علاجها بمدخلات إشعاعية أو جراحية.