صمامات قلبية عالية التقنية خالية من الأعراض الجانبية

عمليات تبديل الصمامات تشكل 20 في المائة من مجموع عمليات القلب في أوروبا * المادة الجديدة تمنع تخثر الدم عليها

TT

ذكر جراح القلب الالماني المعروف البروفيسور برونو ميسمر، من جامعة آخن، ان صمامات القلب الاصطناعية القديمة من الستينات تبدو كأغطية المراحيض بالمقارنة مع صمامات القلب البيوميكانيكية الجديدة، وأكد ميسمر ان الصمامات الجديدة تقترب الى حد كبير في عملها ودقتها من صمامات القلب الطبيعية وانها تعد ببديل جيد لقلوب الناس المعانين من أمراض صمامات القلب.

وقامت شركة «اديام» بالقرب من مدينة آخن بتصنيع الصمامات البيوميكانيكية بعد سنوات من البحث والتجريب، وتعبر كلمة بيو هنا عن شكل ووظيفة وبنية الصمام البيولوجية في حين تعبر كلمة الميكانيك عن المادة والعمل، وصنعت الشركة نوعين من الصمامات البيوميكانيكية تتجاوب مع الوظيفة المطلوب منها في عمل القلب، وهما صمامان مخصصان لتعويض الصمام التاجي الذي يفصل البطين الايسر عن الاذين الايسر وحمام الأبهر.

وذكر ميسمر ان الصمامات الجديدة تمنع عودة الدماء الى تجاويف القلب كما انها لا تتكلس بسهولة مثل الصمامات الاصطناعية السائدة في السوق حتى الآن، وتم تصنيعها من مواد تبعد جزيئات المواد الغريبة عنها وتضمن للصمام فترة حياة وعمل اطول.

وعمل التقنيون في شركة «اديام» على تصنيع الصمامات من مادة بولي يوريثان المحسنة التي تعد بمستقبل كبير في تصنيع المزيد من الاجزاء الحيوية الاصطناعية التي يحتاجها الانسان. وأكد ميسمر ان التجارب الاولية تشير الى أن عمل الصمامات البيوميكانيكية يقترب جدا من عمل صمامي التاجي والابهر الطبيعيين. وتم في التجارب الاولى نصب صمامات قلب «اديام» في قلوب العجول واثبتت كفاءتها وصعوبة تكلسها بعد مرور فترة طويلة.

ونظرا للنجاح الظاهر الذي حققته الصمامات الجديدة في الحيوانات فان الاطباء يستعدون الآن لتجربتها على البشر في دراسات سريرية جديدة. ويبدو ان خلو الصمامات من المضاعفات والاعراض الجانبية يشجع الاطباء على الاسراع في تجربتها على الانسان.

وتعتبر امراض صمامات القلب من اكثر امراض القلب انتشارا في العالم. وتشير احصائية وزارة الصحة الالمانية الى ان عمليات تصحيح الصمامات تشكل 15 ـ 20 ألف حالة من مجموع 90000 عملية قلب تجرى سنويا في المانيا، ويصيب خلل الصمامات نصف القلب الايسر بنسبة 90 في المائة بالنظر للمهمة البليغة التي يتحملها هذا النصف من ضخ دماء الدورة الدموية.

ومعروف ان الصمامات الاصطناعية القديمة تعمل في الاساس على منع الدم من العودة الى حجرات القلب. وهي مهمة تنجح فيها هذه الصمامات، الا انها تتعرض بسرعة الى التكلس، كما انها تؤدي احيانا الى تراكم كريات الدم على بعضها والاضرار بكريات الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الاوكسجين.

وتكمن الاعراض الجانبية في الصمامات القديمة في شكلها والمادة التي تصنع منها، كما ان الصمامات القديمة لا تراعي في الغالب اختلاف تركيبتي صمامي التاجي والابهر ويجري تصنيع افضل انواعها من مادة سيراميكية خاصة. اذ يحتوي صمام الابهر على ثلاث حجرات في حين يحتوي صمام التاجي على حجرتين فقط، وهذا ما يجعل الصمامات الاصطناعية السائدة في العمليات غير صالحة تماما لانها لا تراعي هذه النقطة عكس الصمامات البيوميكانيكية من شركة «اديام»، فالصمامات الاخيرة مؤلفة من عدة حجرات متشابهة وتتفوق على النماذج البيولوجية الاخرى المستمدة من قلوب البقر او الخنازير.

ويقول ميسمر ان صمامات «اديام» تتفوق على غيرها ايضا من ناحية المرونة، لان الصمامات السيراميكية لا تتمتع بمرونة الصمامات الطبيعية في حين ان الصمامات البيوميكانيكية تتمتع بمرونة قريبة من المرونة الطبيعية.