تصوير الثدي شعاعيا قلل حالات الموت بسبب سرطان الثدي لدى النساء

TT

عمل التقدم التقني، وخصوصا تقنية تصوير الثدي شعاعيا Mammography، على تقليل حالات الوفيات بسبب سرطان الثدي في السويد بنسبة تقترب من 50%. وتعزز نتائج الدراسات السويدية توجهات أطباء سرطان الثدي للاعتماد على تقنية التصوير الشعاعي للصدر في التشخيص المبكر لأهم الأمراض السرطانية التي تصيب النساء إلى جانب سرطان الرحم.

وتشير الدراسات المقارنة إلى أن حالات الموت بسبب سرطان الثدي لدى النساء اللاتي يخضعن أنفسهن بشكل منتظم للتصوير الشعاعي للثدي أمكن تقليصها بنسبة 30% بالمقارنة مع النساء اللاتي لا يخضعن أنفسهن لهذا الفحص الهام. ويعود السبب كما هو واضح إلى أن التصوير الشعاعي المنتظم للثدي يضمن التشخيص المبكر للسرطان، وبالتالي العلاج المبكر أيضا له.

إلا أن دراسة بريطانية أجريت في السويد ونشرها فريق عمل من الباحثين والأطباء بقيادة ستيفن دبليو دافي من لندن في مجلة «لانسيت» الطبية المعروفة، اشارت الى ان التصوير يكشف اكثر من 30 في المائة من السرطانات بشكل مبكر. وقام فريق العمل البريطاني خلال الدراسة بمقارنة نسبة الوفيات بين النساء في منطقتين سويديتين وذلك خلال الأعوام العشرين الماضية التي سبقت استخدام التصوير الشعاعي للثدي. وقارن الباحثون نتائج هذه المتابعة بنتائج إحصائية مماثلة استمدت من سجلات النساء في ذات المنطقتين ولكن في العشرين سنة التي تلت ظهور التصوير الشعاعي للثدي. وحلل الباحثون خلال هذه الفترة الأسباب التي أدت إلى وفاة 210 ألف امرأة سويدية تراوح أعمارهن بين 20 و69 سنة. وحصل الباحثون على المعطيات المطلوبة من خلال إحصائية المراكز الصحية في المنطقتين ومن خلال السجل الوطني للوفيات في السويد. وفي الإحصائية حول النساء ما بعد استخدام التصوير الشعاعي للثدي تم شمول نساء تتراوح أعمارهن بين 40 و69 سنة بدءا من عام 1978. . وتشير نتائج المسح الإحصائي للأعوام الممتدة بين عامي 1958 و1977، أي قبل استخدام الفحص الشعاعي للثدي، أن 1129 امرأة من مجموع 3151، من أعمار 40 إلى 69 سنة، قد متن بسبب المرض، في حين أن عدد المتوفيات بسبب المرض بين عامي 78 و1997، من نفس الأعمار، كان 858 فقط من مجموع 4902 امرأة.

وهذا يعني من وجهة نظر الباحثين أن الفحص الشعاعي للثدي قد قلل نسبة الوفيات بسبب سرطان الثدي بنسبة 23%. وتقل نسبة الوفيات بنسبة 44% عند النساء اللاتي استخدمن التصوير الشعاعي للثدي وقائيا بشكل منتظم خلال تلك الفترة بالمقارنة مع نساء الخمسينات والستينات اللاتي لم تتح لهن فرصة استخدام هذا الجهاز. والمدهش في الإحصائية هو أن نسبة الوفيات بسبب سرطان الثدي قد قلت لدى نساء الثمانينات والتسعينات أيضا رغم أنهن لم يخضعن أنفسهن للفحص الشعاعي للثدي. وتذكر الإحصائية أن نسبة الوفيات هنا قد انخفضت بنسبة 16% رغم أن النساء تم استدعائهن لإجراء الفحص الشعاعي لكنهن امتنعن عنه. وفسر الباحثون هذه الظاهرة على أساس تحسن الصحة العامة والثقافة الصحية وتحسن العلاج بشكل عام.

وهذا ليس كل شيء لأن الفحص الشعاعي للثدي أثبت فائدة قصوى للنساء من العمر المتوسط وخصوصا من أعمار 40 و49. وكانت نسبة الوفيات بين النساء من هذه السن قد تقلصت بنسبة 48% بتأثير الفحص الشعاعي مقارنة بنساء ما قبل جهاز الفحص المسمى الماموغراف. ولهذا يتوقع الأطباء من خلال تعميم حملة الفحص الشعاعي المنتظم للثدي الجارية حالياً تقليل نسبة الوفيات بشكل أفضل.