القمل والبراغيث سبب تراجع نمو شعر الإنسان

TT

يقول العلماء ان الانسان فقد شعره بالتدريج ليس بسبب تغير المناخ فحسب وانما تخلصا من العديد من الامراض التي كان مبتليا بها بسبب كثافة شعره. وهذه نظرية تم تأكيدها اخيرا من قبل باحثين بريطانيين قالا ان القمل والبراغيث لعبت دورا مهما في عملية تراجع نمو شعر الجلد عند الانسان. وتأتي هذه النظرية لتضيف عاملا آخر الى نظرية تراجع الشعر عن الانسان الاول في افريقيا بسبب الحر. ويقول السير والتر بودمر من جامعة اوكسفورد وزميله مارك باغل من جامعة ريدنغ ان نظرية الحر غير مقنعة لأن ليل افريقيا في تلك العصور كان قارسا جدا. ولهذا فإن الشعر بدأ يتراجع عن جسم الانسان قبل نصف مليون سنة بعد ان اخترع الانسان الثياب ليستبدلها بفروة شعره المليئة بالبراغيث والقمل.

ورغم ان القمل لم يتغير وشروط اصابته لشعر الانسان لم تتغير، ونعني النظافة، الا ان الطب قد تغير وتطور جذريا، ويقول الاطباء البريطانيون انه لهذا السبب فإن ابحاثهم الجديدة تكشف بأن اجراءات مكافحة القمل الجذرية الممتدة بين حرق الملابس وقص شعر المصاب الى حد التقريع ما عادت لازمة.

* قمل الرأس لا يشترط القذارة

* وكتب بيث ناش في مجلة «بي. أم. جي» ما يعزز النظرة حول الاساليب القديمة المستخدمة وعلاقة القمل بالنظافة، وذكر ناش ان اصابة الرأس بالقمل لا يفترض وجود ظروف صحية سيئة يعيشها الانسان.

وقلب ناش المعادلة رأسا على عقب حينما كتب عن القص الراديكالي لشعر المصاب بالقمل. واكد الباحث البريطاني وقوفه ضد نظرية تعرية الشعر عن جسم الانسان بسبب القمل حينما ذكر ان قص الشعر يعني فتح الطريق امام القمل للالتصاق بحرية على بشرة الرأس. كما اعترف ناش بأن البنات يعانين اكثر من الصبيان من قمل الرأس الا انه فسر ذلك على اساس ان البنات يقتربن اكثر من بعضهن اثناء اللعب مما يجعلهن فريسة اسهل للعدوى في حين ان الصبيان لا يميلون عادة الى تقريب رؤوسهم من بعضهم. وهذا يعني ان كثرة قمل الرأس وانتشاره بين البنات لا علاقة له بطول شعر الرأس.

واستشهد ناش بدراسة بلجيكية تقول ان تفتيش رأس الطفل في المدرسة لا يكفي لاعلان براءته من الاصابة بالقمل. وقال الباحث ان العلاج لا يتوجب ايضا الا بعد العثور على القمل الحي ملتصقا بجلدة الرأس.

شملت الدراسة البلجيكية 260 طفلا من تلاميذ المدارس الابتدائية في بعض الاحياء الفقيرة والمتسخة. وقال البروفيسور يان دي ميسينيه من جامعة جينت الذي قاد الدراسة ان اعتماد طريقة تفتيش الرأس التقليدية بحثا عن القمل ادت الى الفشل في تشخيص 10% من اصابات القمل. في ذات الوقت اتضح ان 30% من الاطفال الذين شخصوا مسبقا كاصابات اكيدة بالقمل لم يكونوا مصابين ابدا. ونصح ميسينيه باعتماد طريقة افضل، وهي طريقة تبليل الشعر وتمشيطه بحذر بحثا عن القمل الحي على بشرة الرأس.

* العلاج بمبيدات الحشرات أهم من قص الشعر

* من ناحيته ذكر ناش ايضا ان المعالجة بالمواد المبيدة للقمل اهم من قص الشعر وحرق الملابس وما الى ذلك. ويتم ذلك عادة عن طريق دهن الشعر حتى البشرة بمبيدات ليندان أو مالاثيون أو بيرمثرين وغيرها. وينبغي ان يمنح المعالج المواد فرصة قصيرة كي تفعل فعلها ضد القمل وان يعيد الكرة بعد اسبوع أو عشرة ايام. اما القمل الذي يعثر عليه في الوسادة أو في الملابس وعلى الاثاث فهو قمل ميت على الغالب أو عاجز أو مريض وعاجز عن اصابة الآخرين. ولهذا فليس من المهم تعقيم الاثاث والقبعات وغيرها بمبيدات الحشرات. وركز ناش على أهمية عدم ابعاد الطفل عن المدرسة لمجرد الشك بوجود أعشاش القمل في رأسه لأن 20% فقط من هذه الاعشاش تتحول الى اصابات حقيقية لاحقا.